الكنبوري: كان محمد عمارة “سيفا ضد الغلاة والمتطرفين يمينا أو يسارا”
هوية بريس- متابعة
قال الباحث المغربي إدريس الكنبوري، في تدوينة على حسابه ب”فيسبوك”، إنه “في مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات رحل الدكتور محمد عمارة رحمه الله؛ مخلفا وراءه إرثا فكريا غنيا جعله الله في ميزان حسناته”.
وأضاف الكنبوري: “كان رحمه الله قد أبدى رغبته في كتابة مقدمة لكتابي “الأسس الدينية والفلسفية لحرية المعتقد في الفكر الغربي الحديث” رغم مرضه قبل أشهر من رحيله؛ وكان صوته على الهاتف متعبا لكنه مع ذلك أبدى حماسا لتقديم الكتاب؛ لكن أجله انقطع”.
وتابع: “كان الدكتور محمد عمارة صوتا متميزا في الفكر الإسلامي المعاصر؛ وقد انتقل من الماركسية إلى الإسلام فأصبح أحد كبار المفكرين الذين تصدوا للعلمانية والتغريب والتنوير المنحرف؛ وخاض معارك فكرية بجرأة عالية؛ حتى وصف بأنه سيف ضد الغلاة والمتطرفين يمينا أو يسارا”.
وزاد الكاتب المغربي: “وقد خدم الدكتور عمارة التراث الفكري الحديث خدمة لا تقدر؛ فأخرج الأعمال الكاملة لمحمد عبده والكواكبي والافغاني وعلي مبارك؛ وكتب مدافعا عن التراث الإسلامي في وجه أدعياء التنوير؛ وانتقد الفكر الغربي؛ ولعله في ذلك كان شبيها بما قام به المفكر أنور الجندي رحمه الله؛ إلا أنه خلافا للجندي خاض المعارك المباشرة ولم يكتف بالكتابة والتأليف؛ رحمهما الله”.