الكنبوري ينتقد الحداثة الغربية ويعتبر أنها وُلِدت لقيطة

18 أغسطس 2022 14:59

هوية بريس- متابعة

انتقد إدريس الكنبوري الحداثة الغربية والاسس الفلسفية التي بنيت عليها؛ معتبرا أنها ولدت لقيطة بدون أي مشروعية فكرية أو تاريخية؛ حيث إنها نشأت من مكونات غير أوروبية؛ فقد أخذت الفلسفة من اليونان والقانون من الرومان والعقلانية من المسلمين؛ ومزجت كل شيء في مشروع حداثي أوروبي.

وقال المفكر المغربي؛ في محاضرة تحت عنوان “مشاريع نقد الحداثة الغربية” ألقاها أمس الأربعاء في مدينة برشيد في إطار الايام الثقافية لاكاديمية أطر الغد؛ ؛إن الحداثة الغربية ارتبطت باحتلال أمريكا وتدمير حضارة الهنود الحمر وسقوط الأندلس في فترة متزامنة؛ وبما يسمى الكشوفات الجغرافية التي كانت غزوا واحتلالا؛ مما جعل هذه الحداثة تولد في سياق أزمة أخلاقية مضادة للنزعة الإنسانية؛ لأنها كانت تدور حول مركزية الإنسان الأوروبي والرجل الأبيض وفي إطار فكر عنصري تجاه الشعوب الأخرى.

وانتقد الدكتور إدريس الكنبوري في محاضرته ربط الحداثة الغربية بالعقلانية؛ مضيفا بأن الحداثة سرعان ما انقلبت على الفكر العقلاني في مشروعها الفلسفي. فقد ظهر علم النفس مع سيجموند فرويد الذي قال بأن اللاوعي أو الأنا الأعلى هو الذي يتحكم في الإنسان وليس العقل؛ وأن الغريزة الجنسية هي المحدد الأساسي للفعل الإنساني؛ َوظهرت الماركسية التي حاربت الإرادة الإنسانية وقالت إن الاقتصاد هو المحدد الأساسي للفعل الإنساني؛ وأن التاريخ يسير بطريقة حتمية؛ مما يعني أن الإنسان لا يستطيع أن يتدخل في تغيير مسار التاريخ؛ كما دافع الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر عن الأساطير اليونانية التي هي أساطير وثنية غير واعية؛ وكل هذه المشروعات الفلسفية ضربت العقلانية وكانت ضد العقل.

وقال الكنبوري إن الحداثة الغربية ارجعت الإنسان إلى مرتبة الحيوان؛ خلافا لمن يقول بأنها عززت الكرامة الإنسانية. فقد تبنى الفكر الغربي والفلسفة نظرية داروين حول اصل الإنسان وانه تطور عن فصيلة من القرود؛ أي أن أصله حيوان ولم ينشأ إنسانا كامل الإنسانية من البداية؛ كما أن علم النفس الفرويدي ارجع الإنسان إلى مجرد حيوان غريزي خاضع لنزواته الجنسية؛ وكرس الاقتصاد الرأسمالي مقولة ان الانسان حيوان استهلاكي يتصرف بغريزة التملك والاقتناء؛ مما قلص الإنسان إلى مجرد معدة.

وبحسب المفكر المغربي فإن الحداثة الغربية تعيش أزمة خانقة اليوم؛ خصوصا على صعيد القيم الإنسانية؛ وهو ما دفع العديد من الفلاسفة الأوروبيين إلى الحديث عما يسمونه الروحانية الوثنية؛ أي البحث عن قيم دينية جديدة في الأساطير اليونانية وفلاسفة اليونان؛ بسبب الحاجة إلى قيم أخلاقية تنقذ الحداثة من العدمية.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M