المرشح الانتخابي من فئة الصردي

27 أغسطس 2016 13:12

هوية بريس –  خالد ختيمي*

انقطعت قبل مدة عن تحرير مقالات جديدة لاشتغالنا في “الجيش الالكتروني الخوانجي”، حيث هُدر مداد قلمي بين التدوينات على الأحداث المتسارعة، والردود على المبخسين لحيصلة “عمو” بنكيران ووزرائه، والنقاشات مع المقاطعين لاستحقاقات السابع من أكتوبر القادم. ولأن حملة الداخلية المسعورة انتقلت إلى ميدان التجسس على الأفاضل لتضرب بكل نذالة وغدر رموز البيجيدي دافعنا بما نملك على الأم الحنون والمربية الغالية خديجة النجار والعالم النحرير المربي الوالد عمر بنحماد.

الحملة التي تقودها الداخلية، سخرت لها كل جندي خفي في المخابرات السمعية، وكل اعلامي “كاري حنكو” بئيس يشتري الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أبعدهم على الحق ! الداخلية لا تحتقر كل وسيلة لتناهض شعبية العدالة والتنمية، وباقتراب يوم الفرز ضاقت السبل على جنود الخفاء، فتراهم يتخبطون ويتمسكون بكل حبل واهي لا يقدر مما حُمِّل على شيء !

قد تداعت الوجوه لضرب قصعة الأسلاميين، وتحزَّبت الأقلام لتسمين البئيس، وتبخيس الغض الطري، يجددون وسائلهم، يدججون أسلحتهم، جمعوا ثلة من الفنانين المرتزقة تحت شعار “ما مصوتينش” و”على من غنصوت؟” تتصدرهم الحسناء “أمل صقر” والوحش “البيغ”، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ! صنعوا هذا بعدما ضمنوا غطاءا جويا من القصر يقول: “وكذلك أن ملك الذين لا يُصوتون”. تعددت الوسائل والغاية واحدة: نحر الإسلاميين بعد نحر الأضحية.

نعم، يسعون لينالوا الأجر مرتين، أجر الدنيا وأجر الآخرة. فتراهم يُسعفون المنخنقة والموقوذة ويُسَمِّنون المتردية، ويُعالجون النطيحة وما أكل السَّبُع، ولكن الله حرم علينا الموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع.

ولكي يقْصُرَ عليهم الطريق، يبحثون عن الأضحية التي كَمُلت فيها شروط النحر، التي تستطيع أن تُطعِم من جوع، وتؤَمِّن من خوف، وتُعمِّر الجيوب من فقر، وتكسي من عُري. في ميدان تتنافس فيه الأضاحي لجلب ود الناحرين، فمنهم السمين المسلح بالشحم القليل اللحم، يُغري العين ويخون العقول، ومنهم ذو القرنين الملتويان الذي أردى النطيحة أرضا، الذي باتت تهابه كل الكُسَّاب، يخشون على أضاحيهم منه. نزل ذو القرنين للميدان مناشدا: هل من مبارز؟ هل من منافس؟ من أراد أن تُردى بهيمته، وتُنطحَ أضحيته، وتُوَّقذَ غنمه فإنه يجدني حيث تركني يوم تجمهر حولي الناحرين، حيث سلبت عقولهم وكسبت ودهم!!

فالكل يُسارع ويبحث عن الأضاحي التي يكمل بها الأجر، فنرى جيوبا أُفرغَت وألسناً حُدَّتْ كما تُحدُّ الشِفار، ينقبون عن ذو القرون الملتوية لينطح ذو القرنين، يتعففون عن النحيفة المتلفعة بالعهن المنفوش التي لا تُسمن ولا تغني من جوع . همهم واحد وشغلهم واحد: من منا يظفر بضالته التي تُبوئُه المشانق العليا وتعتليه المسالخ السوية؟ ويبقى الفائز من حاز على ذو القرنين من فئة الصردي!

*طالب ماجيستير بفرنسا

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، انه عيد الأضحى وما هكدا يجب أن يلصق بهذه الأحداث انزه إخواني عن الاستهزاء ولكن يجب تفادي هذا الأسلوب وتعظيم هذه الشعيرة قال تعالى (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).جزاكم الله خيرا

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M