المغرب المسلم وديكتاتورية العلمانيين

13 أبريل 2025 17:02
فيديو.. العنف ضد المرأة.. رؤية شرعية ومقاربة اجتماعية - د. أحمد اللويزة

هوية بريس – د.أحمد اللويزة

منذ زمن والمغرب يتعرض لهجمات علمانية ضد قيمه وأخلاقه ودينه وهويته وتاريخه، تروم المسخ والطمس وتغيير معالم الانتماء الإسلامي وإحداثيات الهوية التاريخية والجغرافية.

المغرب الذي يعد بلدا مسلما لما يزيد عن 12 قرنا والذي كان بوابة الإسلام نحو أوربا وتخوم إفريقيا والذي كان في زمن مضى يمثل إمبراطورية الإسلام في الغرب الإسلامي، اليوم يراد له أن يصبح وطنا بلا هوية وشعبا بلا دين، هذه الخطة التي رسمها الاستعمار وفشل في تحقيق الجزء الأكبر منها لما وجده من مقاومة رجالية إيمانية، يتولى كبرها اليوم أبناء فرنسا وخونة الأوطان بعد عقود من الزمن حيث الخطة تنفذ قطرة قطرة، والهدف المقصود يتحقق خطوة خطوة.

واليوم نجد أنفسنا أننا أصبحنا رهائن في يد عصابة متعلمنة لا يهمها لا قيم ولا أخلاق ولا دين، بل تكن لذلك من العداء والحقد ربما أكثر مما يبديه العدو الأصلي للأمة ودينها، وأصبحت هذه الأقلية المستقوية بالخارج تمارس الإرهاب النفسي والفكري والحقوقي والقانوني على الأكثرية المسلمة بالوطن المسلم تاريخا وواقعا، ورغم  تواثر الشواهد التي تؤكد للقوم أن الوطن وساكنيه من سواد المسلمين لا تقبل بإجراءات التغريب والتخريب والإفساد، إلا أن العقلية الديكتاتورية تسيطر على مواقفهم وقراراتهم ضدا على كل أشكال الاعتراض من طرف شعب مسلم يؤكد انتماءه وتشبثه بالإسلام في كل مناسبة وطارئ.

وما مشاهد شهر رمضان المتكررة في كل سنة التي لا تخفى على كل ناظر بصير يرى هذا التعلق بالدين من طرف المجتمع بكل أطيافه، نساء ورجالا شبابا وكهولا، أطفالا ذكورا وإناثا، مع إقبال على القرآن قراءة وترتيلا وحفظا من كلا الجنسين حتى بلغ المغرب في ذلك العالمية والتصدر، وملء للمساجد صلاة واعتكافا وتعلقا وانكبابا على دروس الوعظ استماعا وعلى دروس العلم تعلما.

وإنها لمظاهر تصيب القوم بالألم والحسرة وهم الذين يتوقعون أن هذا المجتمع قد قطع مع قيمه ودينه وهويته، حتى شباب الكرة و(الالتراسات) التي يحسبون أنها خرجت من دائرة الوعي تماما بسبب مخدر الكرة والمخدرات الأخرى يبرهنون بين الفينة والأخرى أن الانتماء للدين والهوية لم ينقطع بل ولن ينقطع، ويعبرون في مواقف كثيرة عن استنكار نهج التغريب كما في قضية الأحوال الشخصية ونظام الإرث أو التضامن مع قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، يحدث هذا رغم مشاريع التغريب والتفسيق والاستئصال منذ عقود من الزمن، أنفقت فيها الملايير من أموال الشعب لو أنفقت على مصالح المجتمع لبلغ في مراتب التنمية الدرجات العلا، لكننا نجد أنفسنا في كل إحصاء ودراسة في أواخر الرتب للأسف.

إن الإصرار على تجفيف منابع التدين ممارسة وسلوكا وتعلما، وفرض تدين مغشوش مائع تمجه الفطر السليمة النقية، وصناعة دين جديد يسمونه الإبراهيمية بقصد نزع الحق عن دين الإسلام، والمساواة بين الحق والباطل، إضافة إلى ممارسة التشويش على دين المسلمين وعقائدهم من خلال إطلاق العنان لعصابة الشبهات والطاعنين في ثوابت الأمة الدينية ورموزها العلمية دون تدخل لوقف هذا التسيب والجرأة، مع ما نلاحظه من رغبة جارفة لدى بعض السياسيين في اجتثاث ما تبقى من قوانين تعد آخر معاقل الشريعة في حياة الشعب المسلم، وإزالة كل إشارة للإسلام وإن كانت ليست ذات حمولة حقيقية ولا حضور وازن في القوانين الجنائية والمدنية بدعوى مراعاة الأقليات وإن كان على حساب الأكثرية الساحقة المسلمة، يؤكد أن الديكتاتورية العلمانية المتوحشة قد بسطت نفوذها وسيطرت على خيوط التدبير والتسيير في دولة الإسلام وشعب الإسلام إرضاء لغرور الذين يسعون في الأرض فسادا ممن يؤرقهم شموخ الإسلام وبقاؤه في الوجود رغم كل محاولات الاجتثاث منذ قرون، لأنه الدين الوحيد الذي لا يقهر، والوحيد الذي يقدر على مواجهة هذا الطغيان العالمي، ولا أحد أقدر على مواجهته إلا وجود مسلم معتز بدينه مستقو بعقيدته، ولذلك نرى هذا الإصرار والعجرفة وتجاوز الحدود من الذين يسارعون فيهم ظنا منهم أن ذلك سيرفع شأنهم ويحمي مكتسباتهم، فجعلوا المجتمع رهينة في أيديهم ولا يهمهم أن يخر السقف على الجميع ما دامت مصالحهم مصونة والحماية الخارجية مضمونة، وينسى هؤلاء أن الإسلام لا محالة منبعث من تحت الرماد وأن الأمر بيد من ليس لقضائه راد، ولا يتأخر له مراد، وأن موعدهم يوم التناد، حين لا ينفعهم مال ولا جاه ولا سلطان إذ الملك لله الواحد القهار، ويندمون على هذا الطغيان والعناد وإنه لقريب والله لا يخلف الميعاد.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
22°
20°
السبت
22°
أحد
22°
الإثنين
20°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M