المنشور من العلم غير مقدس.. وضوابط منهجية في الإعجاز العلمي والغيب غير المطلق

17 أكتوبر 2021 16:01

هوية بريس – د.عبد الرحمن زحل

يا مقدس العلم اعلم الفرق بين النظريات العلمية والحقائق العلمية، فالأولى تحتمل الصواب والخطأ عكس الثانية، وكثير من النظريات اتضح خطؤها بعد سنين أو قرون من تسليم البعض بها.
واعلم أن بعض المؤسسات العلمية الموجَّهة عند نشر نظريات تحوم حولها شبهات على أنها حقائق، فهي غير بريئة في ذلك، وهذا أفضل ما تُوجِّهُ إليه عقلك وتعمله فيه.
وما يُقال عن العلوم الطبيعية يقال عن النصوص الشرعية الصحيحة الظنية الدلالة، فمع إقرارنا ويقيننا بصحتها لمجموع أدلة صدق نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم التي هي أكثر من أن تحصى وتحصر، إلا أنه يجب أن يُعلم أنه ليس كل فهم لها هو فهم سليم، فقد يكون سقيما. ولا يُجزم بكون الفهم لها سليماً إلا بعرضها على غيرها من النصوص، فالمسألة تتطلب جهدا عقليا وقواعد من جمع للنصوص في ذات الموضوع، وسبرٍ وتقسيمٍ، وعلمٍ بأساليب اللغة، ورجوع لفهوم السابقين وتحقيقها وتنقيحها… قبل ذلك.
والحديث عن الإعجاز العلمي للإسلام أو الحقائق الغيبية التي تنكشف بتطور العلم وتقدم الزمان تحقيقا لقول الله تعالى: (سَنُرِيهُم آياتِنا في الآفاق وفي أنفُسِهم حتى يتبَيَّن لهم أنه الحق)، يحتاج الخائض فيهما إلى التحقق من الإثنين: أن الاكتشاف حقيقة علمية لا نظرية، وأن المفهوم من النص الشرعي فهم سليم مقصود لا سقيم مردود. وكلاهما يحتاج إلى اجتهاد واسع وتجرد وحياد لا محدود. وما أهلك الناس وأضاعهم علميا وإيمانيا إلا المقصِّرون في بذل الوسع في الاجتهاد في الإثنين، أو فاسدو القصد المعلمنون للرأي العام بنشر ما يوافق مخططاتهم من الأبحاث العلمية -إن صدق تسميتها أبحاثا- وطمس وكتم أخرى، وفضائح من هذا القبيل فاحت روائحها بكثرة مِن قِبَل علماء اختلفت تخصصاتهم وأديانهم وطرق فضحهم لمثل ذلك.
فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. بعض وعاضنا، ومع الأسف يعادون ما لم يقوموا أصلا بمحاولة فهمه والاطلاع عليه، ويقومون بالحكم المسبق عليه…
    العلم ثابت ومتغير، فلا يمكن مثلا للاكتشافات العلمية المستقبلية أن تظهر عكس ما نعرفه اليوم عن مراحل خلق الجنين ، وعن أن الجنين يخلق من ذكر وأنثى….ونفس الشيئ بالنسبة للثوابت الكونية التي تملأ جنبات الكتاب المسطور وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام..ز
    وحتى على مستوى النظريات، فقد احتوى القرآن الكريم على أبرز النظريات العلمية الكبرى والتي تتداولها البشرية اليوم في ميدان العلوم …
    لا بد لأصحاب الدراسات الإنسانية من الخضوع لدورات تكوينية في ميدان الاعجاز في القرآن والسنة…لعلهم يعقلون.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M