المولد النبوي.. سبّ وشتم المخالف
هوية بريس – د.رشيد بن كيران
وعجبًا ممن يصنف نفسه على أنه من أهل الفهم السليم والتدين الصادق الصحيح، ويشتم مخالفه بسبب مسألة تندرج ضمن الخلاف المعتبر، لأن في حكمها اختلف علماء كبار، ولآرائهم فيها لها حظ من النظر، وهي مسألة حكم الاحتفال بالمولد النبوي.
فهذا محتفل بالمولد يسب غير المحتفل به ويتنقص منه، وينفي عنه حب النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا غير محتفل بالمولد يسب المحتفل به، ويحتقره، وينفي عنه حب النبي صلى الله عليه وسلم.
ألا يسع هؤلاء ما وسع العلماء الكبار في تلك مسألة وتجنبوا الغلو والطغيان!!؟
مبدئيًا، من حيث النظر المؤطر بالدليل:
لا مانع أن يقول قائل إن الاحتفال بالمولد بدعة مذمومة لأنها تعد استدراك على صاحب الشريعة، وخصوصا مع وجود المقتضي للاحتفال والمانع منه مفقود…؛
وكذلك لا مانع أن يقول مخالفه إن الاحتفال بالمولد بدعة محمودة؛ لأنه يندرج ضمن العادات الحسنة ولا تعلق له بالعبادات حتى نطلب له دليل خاص، كما يشهد له دليل المصلحة المرسلة…
والقائلان، وإن اختلفا في النتيجة، متفقان من حيث العمل بالنظر المؤطر بالدليل الشرعي، وقد تتنزل عليهما الرحمة إذا التزما آداب الخلاف، ولم يبغ أحدهما على الآخر، لأن في هذه الحالة يكون الاختلاف رحمة لهما وليس نقمة ولعنة.
أما إذا سلك الباغيان؛ المحتفل وغير المحتفل على حد سواء مسلك السب والتنقيص والاستهزاء والاحتقار، ووصف المخالف بالغباء وعدم العقل، ونفي عنه محبة النبي عليه الصلاة والسلام، التي وجود أصلها شرط في صحة إيمان كل المسلم، فإن الرحمة بعيدة عنهما، وأخشى عليهما من غضب الله وسوء العاقبة، وناديا على نفسهما بالجهل والظلم وعمقا أسباب فرقة المسلمين.
وينبغي أن يعلم هذا الباغي أو ذاك أنه ليس من أخلاق الإسلام في شيء أن تكون سبابا لأخيك المسلم طعانا له فاجرا في الخصومة.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.