بسبب المقاومة.. الشيفرة اليهودية أصبحت محلولة!

هوية بريس – حاتم الهرش
حماس تقول بأن الأزمة انتهت وأن الاتفاق مستمر، وأن الاتصالات ركّزت على إدخال الخيام والمعدات الثقيلة والمستلزمات الطبية والوقود واستمرار تدفق الإغاثة.
المقاومة تفرض شروطها مجددا على الطاولة، هذا على الرغم من أن الأزمة وصلت الذروة بعد وعيد ترمب وتهديداته. ربما قدّر البعض أن المقاومة تعجّلت في الإعلان عن التوقف في إتمام التبادل نظرا لخروق الاحتلال في تطبيق الاتفاق، لئلا يتخذ نتنياهو وحكومته من هذا الإعلان ذريعة لمواصلة الحرب. عقب تغريدة أبي عبيدة كانت الأجواء مشحونة. “الكابينت” ناقش العودة إلى الحرب، وترمب توعّد حماس بالجحيم مجددا.
اليوم يظهر أن تقديرات المقاومة كانت في محلها، لقد أراد “نتنياهو” أن يتملص من الاتفاق بالخروقات، وأن يجعل منها “بالون اختبار” لإرادة المقاومة! ربما عوّل على إحباط الاتفاق بإتمام التبادل دون بقية البنود، ربما ظن أن حماس سترضى بتنفيذ الاتفاق المخروق “وبتم ساكت” بعد خمسة عشرا من العدوان! لكن موقف المقاومة كان في محله، لأن إبداء التنازلات في الأسابيع الأولى من المرحلة الأولى يعني أن المماطلة الإسرائيلية لن تنتهي إلا بإحباط الاتفاق.
المقاومة تعطي درسا في “السياسة” كما أعطت دروسا في البسالة العسكرية والأمنية. المقاومة اليوم تنتزع الحقوق من بين شدق الأفاعي. هذا لا يعني أن “اليهودي” سيتوقف عن المماطلة والتسويف ومحاولة افتعال الأزمات كلما لاحت له الفرصة! هذا ديدن تاريخي في طبعه وتكوينه.
لكنني سأقول لكم شيئا مُهما: أزمة الإسرائيلي الحقيقية الآن، أنه وجد أخيرا مَن يفهمه! الشيفرة اليهودية أصبحت محلولة! إنها والله إرهاصات الزوال.. لكن الزمن جزء من العلاج.