بسبب كثرة المديح والمفاخرة.. سوف تدخل الحكومة الحالية تاريخ المغرب والعالم

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور إدريس الكنبوري “سوف تدخل الحكومة الحالية تاريخ المغرب والعالم باعتبارها الحكومة الوحيدة التي يفاخر فيها أعضاء الحزب الذي يقودها بمنجزاتها بينما يقف الرأي العام صامتا مذهولا، لا يعرف هل يصدق نفسه أم يصدق غيره”.

وأضاف الباحث والكاتب المغربي في منشور له على فيسبوك “فقد تكاثرت الإشادات والتنويهات التي تخرج من مقرات الحزب ومهرجاناته واجتماعاته حول منجزات الحكومة وأوراشها، والوحيدون الذين يصفقون هم أعضاء الحزب، فهم يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، وكلما تناقل المواطنون تلك الفيديوهات بالتعليقات الساخرة زاد هؤلاء في الإشادة، فهي معركة طاحنة بين الحزب والمواطن، وسباق محموم بين الاثنين حول من يصل الأول عام 2026، المواطن يريد أن يكون أول من يصل، والحزب يريد أن يكون الأول”، مردفا “إنها حكومة بدون جمهور”.

وتابع الكنبوري “ولكن أسوأ شيء حصل خلال السنوات الأربع الماضية هو تجميد الدستور، وخاصة الفصل 28 منه الذي جاء فيه “حرية الصحافة مضمونة، ولا يمكن تقييدها بأي شكل من أشكال الرقابة القبلية. للجميع الحق في التعبير، ونشر الأخبار والأفكار والآراء، بكل حرية، ومن غير قيد، عدا ما ينص عليه القانون صراحة””.

ويبدو أن المرحلة الحالية، حسب الكنوري “مرحلة استراحة للمواطنين من النقد والاحتجاج، فقد استنزفوا قدراتهم كلها خلال حكومتي حزب العدالة والتنمية ومن واجبهم أن يأخذوا قسطا من الراحة. أما الصحافة فمن حقها أن تلتقط أنفاسها قليلا وتستفيد من العطلة بعد سنوات “تغطية الحرب” وإرهاق المراسلين في الميادين”.

كما أكد أنه شخصيا لا يرى “أن هذا المناخ السياسي يخدم الحكومة أو حزب التجمع الوطني للأحرار، فكثرة المديح الذي يكيله له أعضاؤه يضره أكثر مما يفيده، خاصة وأنه يتم بأسلوب فاقد للنضج، النضج الشخصي قبل النضج السياسي. لقد كنا نقول عن حكومة عبد الإله بنكيران بأنها تمارس السلطة والمعارضة في وقت واحد، ولكن هذه الحكومة تمارس السلطة والولاء في وقت واحد كذلك، وحكومة بنكيران على الأقل كانت تمارس المعارضة من داخل الحكومة، ولكن هذه الحكومة لا تمارس أي معارضة”.

وفي آخر منشوره أوضح الكنبوري أن “دور الحكومات في بلد كالمغرب ليس تدبير الشأن العام فحسب، بل تمرين المواطن على ممارسة حقوقه، والحكومة التي تكرس الولاء وهي في السلطة سوف تجد من الصعب الحصول على رأي عام قوي يساندها عندما تنتقل إلى المعارضة”.