بنكيران يكتب: الدولة الهجينة ولكل مقام مقال

هوية بريس – متابعة
تحت عنوان “الدولة الهجينة ولكل مقام مقال“، كتب الدكتور رشيد بنكيران “نحن المغاربة شعب مسلم، أو لنقل: نحن مجتمع ذو الغالبية العظمى مسلمة. أما الدولة، فهي لا يمكن وصفها بأنها علمانية بالكامل، كما أنها ليست إسلامية صرفة، بل هي كيان هجين يجمع بين مكونات مختلفة”.
وأضاف الشيخ الداعية والباحث الشرعي في منشور له على فيسبوك “حينما يتحدث بعض المدافعين الصادقين عن إسلامية الدولة، فإن ذلك غالبا ما يكون في سياق التدافع مع الآخر المناوئ، إما للدفاع عما تبقى من الأحكام المستمدة من الشريعة والحفاظ على الهوية الإسلامية للمجتمع، وإما لإحراج أصحاب القرار وإلزامهم بالالتزام بما هو منصوص عليه في الدستور”، مردفا “في هذا الإطار، يصبح الحديث عن “إسلامية الدولة” أداة تدافعية وذا صبغة مصلحية أكثر منه توصيفا دقيقا للواقع”.
وتابع بنكيران “لذلك، فإن من يتهم كل من ينادي بإسلامية الدولة بأنه يعمق الجهل في الناس ويقدم لهم صورة زائفة عن واقعهم، يغفل عن تعدد السياقات التي يتحرك فيها الخطاب الديني الوازن المستبصر، وعن وظائفه المختلفة التي تتجاوز مجرد الوصف الموضوعي إلى التأثير والتوجيه والتدافع ضمن معادلات سياسية واجتماعية معقدة”.
أما توضيح معالم الدين وأحكام الشريعة بشموليتها، حسب بنكيران “فهو واجب لا يرتبط بسياقات التدافع السياسي فحسب، بل هو مسؤولية دائمة تستمد مشروعيتها من الحاجة الماسة إلى تبليغ رسالة الله وبيان المحجة وإقامة الحجة والنصيحة في الدين في مختلف مجالات الحياة. فالإسلام ليس مجرد منظومة روحية وكذلك ليس مجرد أحكام جزرية تسمى حدودا، بل هو منهج متكامل يؤطر الفرد والمجتمع في كل جزئياته، ويخاطب الواقع بتحدياته المتجددة”.
وفي آخر منشوره، أكد بنكيران، أنه “من هذا المنطلق، يبقى الحديث عن الدين وأحكامه ضرورة مستمرة، تتخذ أشكالا مختلفة وفقا للسياق، ولكل مقام مقال”.