بيل غيتس يهاجم ترامب ويتهم الأثرياء باحتكار معدات اختبار “كورونا”
هوية بريس – متابعات
انتقد الملياردير الأمريكي بيل غيتس، نظام اختبارات فيروس كورونا المُستجَد في الولايات المتحدة، مطالباً بضرورة تحسينها.
ففي مقال نشرته صحيفة “The Daily Mail“، الجمعة 10 أبريل 2020، قال مؤسس شركة “مايكروسوفت” إنه بات من الضروري أن “تُمنَح الأولوية للعاملين بالرعاية الصحية، وأولئك الذين في أمسِّ الحاجة لذلك، قبل أن تتمكَّن البلاد من التخلُّص فعلياً من تفشي الجائحة”.
بيل غيتس (64 عاماً) في تصريح لقناة CNBC الأمريكية، الخميس 9 أبريل 2020، أكد أن الحكومة الفيدرالية لم تُظهِر أيَّ اهتمامٍ بتنظيم شبكةٍ مُوحَّدة على المستوى القومي يعتقد أنها ستضمن أن تُسلَّم النتائج سريعاً إلى الناس الذين هم في أمسِّ الحاجةِ إليها.
رجل الأعمال الشهير، الذي هو واحد من أغنياء العالم، وصف وضع الولايات المتحدة الأمريكية بأنها “في مشكلةٍ كبرى”، وستتفاقم أكثر إن لم تُجر نتائج الاختبارات بسرعةٍ أكبر، لأن المعلومات الخاصة بمَن أُصيبَ بالعدوى سوف تؤثِّر بصورةٍ بالغة حين تبدأ البلاد في الانفتاح مُجدَّداً”.
مضيفاً: “الأمر الطبيعي هو القيام بما فعلته كوريا الجنوبية، وأن يكون هناك نظامٌ مُوحَّد”، بينما الاختبارات في الولايات المتحدة “لا تزال تخلط الأولويات”، ولا تضع في الأولوية أولئك الذين في أمسِّ الحاجةِ إلى الاختبار وإلى الحصول على النتائج سريعاً.
حالات الإصابة بفيروس كورونا المُستجَد تجاوزت 469 ألف حالة حتى الخميس، في حين سُجِّلَت 16,715 حالة وفاة.
المتحدث نفسه شدّد على ضرورة: “التفكير الآن في إنشاء موقعٍ إلكتروني يمكنك الولوج إليه وإدخال حالتك، وسوف يعطيك رقم أولوية، ما يمكن من تقديم نتائج بسرعةٍ كبيرة وللأشخاص المُستحقين”.
ووصف غيتس طوابير إجراء الاختبارات المُكتظَّة، التي تظهر كل يوم، بـ”سوء إدارة تام”، لأن “قيمة الاختبار أقل إن لم تتلقَّاها بسرعة جداً جداً”.
موضحاً: “الحالة المُثلى هي أن يأتي اختبار الـPCR إيجابياً قبل أن تظهر عليك الأعراض أو تنقل العدوى لآخرين، ومن ثم يمكنك التصرُّف بحيث لا تنقل لأحدٍ العدوى”.
واختبار الـPCR يعرف حالياً باختبار المسحة، وهو عبارة عن “تقنية سريعة وغير مُكلِّفة”، تعمل على تضخيم صورة الحمض النووي، لتسمح للعلماء باكتشاف ما إذا كان الشخص مُصاباً بالفيروس أم لا.
هذا الاختبار، حسب غيتس، كافٍ فقط لتحديد أولئك الذين يتحتم عليهم عزل أنفسهم لمنع أنفسهم من نقل العدوى لآخرين، لكن لا تزال الحاجةُ قائمةً لإجراء الاختبار على نحو أسرع، وأضاف أن اختبار الـPCR يخرج إيجابياً بعدما يكون المُصاب قد نقل العدوى بالفعل لأناس من المُرجَّح أن يلتقطوا الفيروس منه.
وفي خطاب مباشر، وجه المخترع الأمريكي انتقادات للإدارة الأمريكية لهذه الأزمة، إذ أشار إلى أن “الأثرياء لديهم فرصٌ أكبر للاختبار، رغم أن العاملين بالرعاية الصحية هم الأولوية”.
وقد أعطى مثالاً بشخص يجري اختباراً كلَّ يوم في بعض الأوساط الغنية، بينما عاملٌ بالرعاية الصحية ينتظر لثلاثة أو أربعة أيام، وهو الأمر الذي وصفه بأنه “سوء إدارة كامل” في النظام.
غيتس، كشف عن ضخ مؤسَّسته “المليارات” للبحث عن لقاحٍ لفيروس كورونا المُستجَد، لكن الإغلاق الكامل مطلوبٌ عبر البلاد، قبل أن ترتخي إرشادات التباعد الاجتماعي ويعود الاقتصاد إلى مجاريه.
ورأى غيتس أن الافتقار إلى إغلاقٍ مُوحَّد كان من شأنه أن يُبطئ العملية برمتها، وأن الأمر سيمتد إلى مطلع يونيو، قبل أن يكون هناك أيُّ نوع من الانفتاح، شريطة أن توضع الاختبارات الفعَّالة موضع التنفيذ.