بين يوسف بلهيسي ورضى الليلي مسافة وطن..

بين يوسف بلهيسي ورضى الليلي مسافة وطن..
هوية بريس – عبد السلام المساتي
في البداية، قد يبدو الأمر مزعجا للسيد بلهيسي ونحن نضع اسمه إلى جانب السيد رضى الليلي، لذلك لا بد أن نعتذر إليه إذا ما بدا له أن في الأمر إساءة ضمنية لشخصه.. والآن لنعبر إلى ما نريد قوله.
قبل سنوات ليست بالكثيرة كان السيد محمد رضى الليلي وجها صحفيا وتلفزيا بارزا من خلال تقديمه لأهم نشرة إخبارية في القناة الرسمية الأولى للملكة المغربية، وهي فرصة لا يحظى بها إلا المميزين. هذا التميز هو ما يفسر استمراره بدار البريهي كمقدم للأخبار لما يزيد عن العشر سنوات قبل أن يصدر في حقه أمر الايقاف منتصف 2013 بسبب ما قيل حينها أنه تمرد على رؤسائه المباشرين. ليدخل في نزاع طويل مع مديرة قسم الأخبار السيدة فاطمة البارودي، قبل أن يغادر المغرب ويبدأ رحلة التمرد على مغربيته ووطنيته عبر حرق جواز سفره المغربي وإعلانه الالتحاق بجبهة الانفصال الوهمي.
بعد هذا الحدث بسنوات قليلة أعاد التاريخ نفسه مع الصحفي يوسف بلهيسي لكن بتفاصيل مختلفة وقناعات مغايرة تماما. فالسيد بلهيسي الذي قضى بقناة ميدي 1 تيفي ما يزيد عن اثنى عشرة سنة وجد نفسه خارج القناة بسبب “تافه” قيل أنه مرتبط بنشر الصحفي لبيان نقابي على صفحته بالفيسبوك. وبالرغم من تفاهة السبب فإن السيد بلهيسي لم يختر التمرد على وطنه ولا على عمله كصحفي بل اختار لنفسه مسارا أكثر ارتباطا بالوطن من خلال اشتغاله وتعاونه مع الموقع الاخباري “مدار 21” الذي تميز خطه التحريري بالتركيز على القضايا الوطنية وكل القضايا التي تتماهى مع رؤية الدولة المغربية. وهو أمر يعيبه عليه البعض إلا أننا على العكس من ذلك نرى من حق كل صحفي أن يسير على النهج الذي يناسب قناعاته ورؤاه وأيضا ما يناسب قراءاته لمستقبل المغرب.
ما نريد قوله هو أن الانسان المؤمن بوطنه لا يمكن أن يملأ الكفر داخله بسبب نهاية عمله داخل مؤسسة ما، وأنه ليس للظلم أن يحول قناعات ومبادئ الشخص إلى النقيض خاصة إن كانت هذه المبادئ مرتبطة بالوطن. لذلك فتمرد محمد رضى الليلي هو تحصيل حاصل لرغبات الشخص الذي ظل يكبتها لسنوات قبل أن يجد الفرصة ليصرخ بها في وجهنا جميعا، لكنه صراخ كالصمت لا أحد انتبه إليه. في حين ظل السيد يوسف بلهيسي ملازما لقناعاته ومسلماته لأنها فطرية بداخله وليست مصطنعة ما جعله يحافظ على مكانته بين المغاربة كواحد من الصحفيين المميزين الذين يستحقون وسم “الوطني”..
في الأخير نقول: “ليس الثرى كالثريا”.



