تبصرة الغافلين بحقيقة العلماء المبدلين

04 يوليو 2025 19:06

هوية بريس – ذ.ادريس ادريسي

من كرم الله عز وجل للعلماء أن جعل لهم مكانة سامية في المجتمع ومنزلة رفيعة في قلوب الناس يحبونهم ويقدرونهم ويقتدون بهم، قال تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).

وإذا كان صنف من هؤلاء العلماء قد راع للمكانة قدرها، وللأمانة ثقلها، وللنعمة شكرها، فكانوا بذلك أشد الناس خشية لله، وأحفظهم لحدوده، وأحرصهم على هداية خلقه؛ فإنه ثمة صنف آخر طغى وبدل، حرف وغير، خانوا الأمانة وضيعوا الرسالة، ومن صفات هؤلاء العلماء المبدلين والدعاة المحرفين والتي كانت وصفا ملازما لمعظم علماء بني إسرائيل قبل أن تصير خلقا لأكثر علماء أمتنا باعتبار سنن الله في الأمم زمن الضعف والهوان والذل والانكسار، ومن هذه الصفات نذكر ما يلي:

التوفيق يشرعن الربا

الإخلال بأمانة البلاغ، والتخلي عن مهمة البيان بكتمان الحق عن الناس، قال تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبيس ما يشترون)، والتزام العلماء للصمت وقت وجوب البيان تضليل للناس وتلبيس للحق عليهم، فالعالم قدوة لغيره وسكوته قد يفهم منه الرضا والإقرار، أو التهوين من الشر والتقليل من الأخطار.

وإن لم يكن التزام العلماء للصمت أمام هذه الخطوب والأهوال التي تعصف بالأمة وتزلزل كيانها كما هو الحال في بوائق ومنكرات “موازين” والدماء التي تسفك بغير حق بأرض غزة وفلسطين، فإن لم يكن هذا الصمت خيانة فهل بقي للخيانة من معنى!؟ فيا ضيعة العمر ويا خيبة المسعى لما يلقى العالم ربه على هذا الحال وقد سبق له منه التحذير والإنذار في قرآن تتلى آياته أناء الليل وأطراف النهار!! (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما ياكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم).

تأويل النصوص الشرعية وتحريف معانيها تسخيرا للدين في تحقيق رغبات الظلمة والمستبدين والطغاة والمجرمين (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) يلوون أعناق هذه النصوص اتباعا للأهواء و جريانا وراء المصالح والأطماع، كما هو الحال بالنسبة لمن قال بإباحة الربا وادعائه الخلاف بين الفقهاء في “مهرجان موازين”، ويا للعجب أكل هذا استخفاف بعقول المغاربة!!؟؟ أم هو جرعة من العلمنة زائدة!!؟؟

الانسلاخ الكلي من المنهج الرباني والتيه الكامل في طريق الضلال، والخضوع المطلق للهوى،حتى يصير العالم بذلك أداة تشريعية بيد الباطل؛ يحارب الحق وأهله، وينصر الباطل وحزبه، ويصد الناس عن طريق النور والهداية، ويدفعهم دفعا إلى طريق الضلالة والغواية، ومن كان هذا حاله فلا عجب أن يجهر بانتصاره للعلمانية وتغيير أحكام الدين وقطعيات الشريعة الإسلامية، مع إعلان الحرب على دور القرآن والكتاتيب القرآنية، قال تعالى: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الارض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون).

هذه بعض صفات علماء السوء الذين يسهرون على تحريف الدين وتبديله لا تبليغه لللناس وتبيينه، وقد ذكرتها لك اختصارا لأحذرك من فساد مذهبهم وأنبهك إلى اعوجاج منهجهم، ولتعلم أن حرمة المسجد مقدمة على حرمة هؤلاء، وأن حفظ هيبة الدين أولى من حفظ هيبتهم ومكانتهم.

والله المستعان وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
24°
السبت
24°
أحد
24°
الإثنين
25°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة