تصعيد غير مسبوق.. المنطقة على حافة حرب إقليمية شاملة خطيرة

هوية بريس – نور الدين لشهب
تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدا عسكريا خطيرا منذرا بإمكانية اندلاع حرب إقليمية كبرى، في ظل مواجهة مفتوحة بين إيران وإسرائيل، وانخراط تدريجي لقوى إقليمية ودولية في مسار التصعيد المتسارع.
في خطوة لافتة، دفعت بريطانيا بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، شملت مقاتلات وصواريخ متطورة، كما شاركت إحدى مدمراتها البحرية في توجيه الطائرات المسيّرة الإسرائيلية التي استهدفت مواقع داخل إيران. وتزامن ذلك مع تهديدات إسرائيلية مباشرة لباكستان، على خلفية دعم الأخيرة لطهران، ما زاد من تعقيد المشهد.
تركيا بدورها دخلت على خط التوتر، حيث أعلنت حالة تأهب قصوى، وعقد مجلس أمنها القومي جلسات طارئة متواصلة. كما وجّهت طائراتها المقاتلة تحذيرات مباشرة للطائرات الإسرائيلية بضرورة الابتعاد عن الأجواء السورية.
الولايات المتحدة كثفت استعداداتها لتدخل مباشر محتمل، خاصة بعد تعرض تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى لسلسلة من الهجمات الصاروخية الإيرانية، فيما تتحرك روسيا دبلوماسيًا لاحتواء الأزمة، مع الحفاظ على تنسيقها السياسي والعسكري مع طهران.
وفي العراق، رُصدت تحركات لميليشيات موالية لإيران، يُرجّح أن تكون مقدمة لانخراطها في أي تصعيد عسكري أوسع، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة لتوسيع رقعة المواجهة إلى أكثر من جبهة.
مصادر أمنية إسرائيلية ألمحت إلى نية الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات نوعية قد تشمل استهداف قيادات بارزة داخل النظام الإيراني، في حال استمرت الهجمات على المدن الإسرائيلية. في المقابل، تؤكد طهران أن “الرد على أي اعتداء لن يكون محدودا”، وتتوعد بـ”ردع شامل” لأي تصعيد جديد.
وفي ظل هذا الوضع المعقد، تحاول بعض دول المنطقة النأي بنفسها عن الصراع، غير أن وتيرة التصعيد ومواقف المحاور المتقابلة تجعل احتمالات الحياد شبه معدومة.
مصادر عسكرية تتوقع أن تكون الساعات المقبلة حاسمة، مع ترجيحات بشنّ إيران هجمات واسعة النطاق، ورد إسرائيلي قد يشمل اغتيال شخصيات رفيعة وقصف أهداف استراتيجية.
التطورات تنذر بتدهور سريع في الأمن الإقليمي، بينما تراقب العواصم العالمية الوضع عن كثب في محاولة لتفادي انفجار إقليمي واسع قد تكون له تداعيات غير محسوبة على الأمن والسلم الدوليين.