تطرف عصيد يطال آدم عليه السلام.. والكنبوري يفند ادعاءاته المستفزة

هوية بريس – عبد الله التازي
في منشور على صفحته الرسمية بفيسبوك، رد الدكتور إدريس الكنبوري، الباحث والروائي المغربي، على تصريحات مثيرة ومستفزة للناشط الأمازيغي المتطرف أحمد عصيد، الذي وصف قصة آدم عليه السلام بأنها “مجرد قصة دينية وليست علمية”.
واستعرض الكنبوري في ردّه المفصل مجموعة من النقاط التي تبرز تناقضات عصيد وتفند ادعاءاته.
“اكتشفنا”.. هل كان عصيد جزءًا من الفريق العلمي؟!
بدأ الكنبوري منشوره بالإشارة إلى فيديو بعثه إليه أحد أصدقائه، وفيه يقول عصيد: “إن قصة آدم (عليه السلام) لا أساس لها وهي مجرد قصة دينية وليست علمية”، مستشهدًا باكتشاف أقدم إنسان يعود إلى 315 ألف سنة قبل الميلاد في المغرب.
وعلق الكنبوري ساخرًا:
“الغريب أن هذا الشخص يقول ‘اكتشفنا’، وكأنه كان عضوًا في الفريق المكتشف”.
وأضاف الكنبوري: “لو أزحت كلمة آدم من السياق ووضعت مكانها كلمة ماسينيسا لخرج هذا الشخص يكذب العلم. أي نعم! لكن جهالة لكع بن لكع تضحك الصبيان. فهو دائمًا يدعي الإيمان بالعلم والعقل، ولكنه للأسف الشديد يجهل الاثنين معًا”.
“العلم يتطور.. ولكن هل اكتشف كل شيء؟”
طرح الكنبوري سؤالًا جوهريًا حول تطور العلم، قائلاً: “العلم فعلاً يتطور كما نؤمن به نحن المسلمين. وقد تأخر العلم منذ فجر التاريخ إلى عام 2017 حين تم اكتشاف هذا الإنسان في المغرب الذي يعود عمره إلى 300 ألف سنة. يعني: هيكل هذا الإنسان بقي تحت الأرض 300 ألف سنة كاملة لكي يتم اكتشافه عام 2017. فكم يجب أن ننتظر من سنة حتى نكتشف أيضًا هيكل إنسان آخر بقي تحت الأرض 400 أو 500 ألف سنة أو أكثر؟ أم أن العلم اكتشف إنسانًا يعود إلى 300 ألف سنة ثم دخل بيته؟”.
“العلم لا يتحدث عن آدم”.. ادعاء مضحك ومبكي
وردًا على ادعاء عصيد بأن “العلم لا يتحدث عن آدم”، قال الكنبوري: “هذه من المضحكات المبكيات. لقد ظل العلماء منذ قرنين على الأقل يبحثون في الآثار، واكتشفوا هياكل بشرية كثيرة تعود إلى تواريخ قديمة”.
وحتى الآن، يضيف ذات المتحدث ” لم يقل لنا هؤلاء العلماء إنهم اكتشفوا هيكل أحمد ومسعود والطاهر وفاطمة بنت عزوز، بل اكتشفوا هياكل عظمية لبشر وليس دفاتر الحالة المدنية”.
وتساءل الكنبوري:
“كيف يفكر ملحد يدعي العقل والعلم ولا يفقه فيهما شيئًا؟”.
“قصة آدم دينية وليست علمية”.. موقف نفسي لا علمي
وأكد الكنبوري أن عصيد ينفي العلمية عن قصة آدم بسبب موقفه النفسي من القرآن الكريم والإسلام، قائلاً: “هذا الملحد يقول بأن آدم عليه السلام قصة دينية لا علمية. حسنا. إنه يقول ذلك لأن لديه موقفًا من القرآن الكريم ومن الإسلام، فموقفه موقف نفسي لا علمي”.
واستشهد الكنبوري بقصة فرعون في القرآن، قائلاً: “لقد ذكر القرآن الكريم قصة فرعون، واكتشف العلماء فرعون، وهو الآن معروف ومشهور. فهل هذه قصة دينية غير علمية أم قصة علمية ذكرها الدين؟ وهناك سؤال ثانٍ أهم وأخطر: لقد ذكر القرآن الكريم فرعون مصحوبًا دائمًا باسم موسى عليه السلام، فلماذا اكتشف العلم فرعون ولم يكتشف موسى؟ فهل قصة موسى دينية وقصة فرعون علمية وهما معًا مذكوران في كتاب واحد في سياق واحد في آيات محددة لا يفترقان؟”.
“العقل العشوائي يسقط صاحبه في السخرية”
واختتم الكنبوري منشوره بنصيحة بليغة، قائلاً: “عندما يتحدث الإنسان في العلم يجب أن يكون لديه أولاً عقل منظم، فالعقل العشوائي يسقط صاحبه في السخرية”. مدعما نصيحته بقول الله تعالى:
“وَلَا تَـقْـفُ مَـا لَـيْـسَ لَـكَ بِــهِ عِـلْـمٌ”.
تجدر الإشارة إلى أن الناشط الأمازيغي المتطرف أحمد عصيد شخص كسول لا يقدم للمجتمع خدمة أو مصلحة سوى انتقاد كل جميل وتلميع كل خبيث، بدعوى أنه “مثقف” دوره هو النقد، ولا أدري من خلع عليه هذا اللقب، ومن أعطاه هاته الصفة التي ما فتئ يتفاخر بها، وما هو إلا رجع صدى لأيديولوجية فاشلة وطرح بائد، وببغاء يكرر كلاما ممجوجا، ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب نفسه يحسن صنعا..
شخص يعيش على الهامش خارج سياق المجتمع، يعاني الاحتقان وداء كراهية الآخر، مارس العنف والاضطهاد على امرأة من بني فكره، لا لشيء سوى لأنها خالفت رأيه.
يحاول البقاء على قيد الحياة بالاقتيات على الدين، والعزف على وتر تعشقه المنابر الإعلامية والجهات المانحة، جل كلامه منصب على مهاجمة العلماء والفقهاء والعبادات والأحكام الشرعية والمساجد والمصلين.. بل لم يسلم من جهالاته وعدوانه حتى الأنبياء والرسل عليهم السلام بدء بآدم عليه السلام، وانتهاء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي سبق ووصف رسائله للحكام والملوك في زمانه بأنها “رسائل إرهابية”!