تعديلات مدونة الأسرة.. آفة مجتمعاتنا هي البحث المستمر عن إرضاء الآخر

25 ديسمبر 2024 15:27

هوية بريس – إدريس الكنبوري 

لم يجد المدافعون عن مدونة الأسرة الجديدة من مبرر للدفاع سوى القول بأن المغاربة يجب أن ينظروا إلى المقترحات التي تم رفضها بدل النظر إلى تلك التي جاءت بها المدونة، أي أن المغاربة عليهم أن يحمدوا الله أن المدونة لم تتضمن المساواة في الإرث والمنع المطلق للتعدد وغيرها من المطالب النسائية.

أولا على هؤلاء أن يعلموا أن المغاربة ليسوا غرباء في بلدهم، وأن الإسلام لم يأت به أحد لكي يمن عليهم به.

هناك حقيقة يغفل عنها الكثيرون، وهي أن بين الرافضين للمدونة أشخاصا كثيرين لديهم بنات فقط، وهم يحبون بناتهم ويحلمون لهن بغد أفضل من أمسهم، ويريدون لهن الكرامة والأمان، وأن يكون لهن بيت وأسرة يضمنان لهن السعادة والاستقرار، ولو كان أحد يدافع عن مدونة فيها حقوق مزعومة أكبر للمرأة لكان هؤلاء في الطليعة.

المدونة الجديدة انعكاس لواقع نعيشه منذ أزمنة بعيدة، واقع أن القوانين غريبة عن الناس، فلا هي تترجم طموحاتهم ولا هي تحميهم ولا هي مرآة لثقافتهم، وعندما تصبح هناك غربة بين المجتمع وقوانينه ينهدم الاجتماع المدني.

يندب الكثيرون ما يسمونه إغلاق باب الاجتهاد، ولم يغلق العلماء هذا الباب في الماضي إلا بسبب التسيب، حيث يصبح إغلاق باب الاجتهاد من الاجتهاد، ومنذ أن بدأ الاجتهاد في قانون الأسرة قبل ثلاثين عاما والأسرة في تراجع.

إن آفة مجتمعاتنا هي البحث المستمر عن إرضاء الآخر، حيث يصبح المجتمع في الدرجة الثانية بعد المنظمات الدولية، وينعكس هذا الترتيب على الداخل حيث تصبح الأغلبية في الدرجة الثانية بعد الأقلية.

هناك إجماع على أن قوانين الأسرة في العالم العربي هي آخر قلاع الشريعة، وهذا اعتراف بسقوط القلعة الأخيرة، وقد سمعنا هذا الكلام وقرأناه في الخارج والداخل، أن قوانين الأسرة هي الجدار الأخير في الثقافة المحافظة والمعركة الأخيرة للتيار العلماني، وهو اعتراف منهم يشكرون عليه.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
20°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M