تعظيم عاشوراء عند غير المسلمين

هوية بريس – د.عبد الحميد بنعلي
ثبت في السنة أن هذا اليوم كان معظما عند اليهود والنصارى وعند المشركين أيضا:
أما اليهود:
فما جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر الى المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء، فقال ما هذا؟ فقالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيه بني اسرائيل من عدوهم فصامه موسى فنحن نصومه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نحن أولى بموسى منكم. فأمر بصومه.
وأما النصارى:
فثبت عند مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس أن النبي ص لما صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله! إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، الحديث.
وأما المشركون:
فلم يكونوا كلهم يصومه ولكن قريشا منهم كانت تعظمه وتصومه، ثبت ذلك في (صحيح مسلم) من حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما هاجر إلى المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلما فرض شهر رمضان قال: من شاء صامه، ومن شاء تركه).
وسئل عكرمة مولى ابن عباس عن صوم قريش لعاشوراء فقال: (أذنبت قريش في الجاهلية ذنبا، فعظم في صدورهم، فقيل: صوموا عاشوراء يكفر ذلك).
قلت: ولما كانت هذه الأمم مجتمعة على تعظيم هذا اليوم تقصد النبي صلى الله عليه وسلم لمخالفتهم، وذلك من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: صومه على ما عليه الصوم في شريعة الإسلام، وهو يخالف الصوم عند بقية الأمم.
الوجه الثاني: عدم اتخاذه عيدا، أي عدم شرعية الاحتفال فيه، فتلك كانت سنة اليهود كما في الصحيح (كانت اليهود تعظم عاشوراء وتتخذه عيدا) فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وصامه ولم يزد على ذلك.
وقد جاء في التوسعة على العيال حديث لا يصح عند أهل العلم بالحديث، بل قال الحافظ ابن حجر (منكر جدا) وقال عنه ابن تيمية (موضوع) واستظهر الالباني ضعفه بما لا مزيد عليه.
وضعفه خليق بتقصد النبي صلى الله عليه وسلم لمخالفة أهل الكتاب في عاشوراء، وقد ذهل عن ذلك بعض الفقهاء فاستحبوا التوسعة فيه، ولم يستندوا الى ركن شديد!
الوجه الثالث: صوم يوم قبله أو يوم بعده مخالفة لليهود، لقوله صلى الله عليه وسلم (لئن بقيت الى قابل لأصومن التاسع) وفي رواية (لأصومن التاسع والعاشر). وفي رواية (صوموا يوما قبله أو يوما بعده).