تنبيه على خطأ خطيب العيد بشأن ترك الصديق والفاروق الأضحية

09 يونيو 2025 15:39
مؤرخ المغرب (الناصري): دعاة الحرية يُسْقطون حقوق الله والوالدين والإنسانية

هوية بريس – نور الدين درواش

الأضحية مستحبة وسنة مؤكدة “وهذا مَذهَبُ الجمهورِ من المالِكيَّة في المشهور عنهم، والشافعية، والحنابِلة، ومذهب الظاهرية، وهو إحدى الرِّوايتينِ عن أبي يوسُفَ وبه قال أكثرُ أهلِ العِلمِ.

ولهذا لما أهاب القرار الرسمي لولي الأمر بالشعب المغربي ترك الأضحية هذا العام؛ استجاب عموم المغاربة لتفهمهم لمقاصد هذا القرار حفاظا على القطيع، ورفعا للحرج عن المحتاجين.

وقد ترك غير واحد من السلف الأضحية وهو قادر عليها وفي مقدمة من فعل ذلك الصديق والفاروق رضي الله عنهما، فقد روى البيهقي في السنن الكبرى (19066) عن أبى سَريحَةَ الغِفارِىِّ قال: “أدرَكتُ أبا بكرٍ أو رأيتُ أبا بكرٍ وعُمَرَ رضي الله عنهما ‌لا ‌يُضَحِّيانِ كَراهيَةَ أن يُقتَدَى بهِما” [صححه النووي في “المجموع” (8/386)، وابن كثير في “مسند الفاروق” (1/537)، و الألباني في “إرواء الغليل” (4/354)].

وقال الشافعي: وبَلَغَنا أن أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ وعُمَرَ رضي الله عنهما كانا ‌لا ‌يُضَحِّيانِ؛ كَراهيَةَ أن يُقتَدَى بهِما فيَظُنَّ مَن رآهُما أنَّها واجِبَةٌ [السنن الكبرى (19065)].

قال حافظ المغرب أبو عمر ابن عبد البر: “وهذا أيضًا مَحملُه عندَ أهل العلم؛ لئلا يُعتقدَ فيها، للمواظبةِ عليها، أنها واجبةٌ فرضًا، وكانوا أئمة يَقتَدي بهم مَن بعدَهم ممن ينظُرُ في دينِه إليهم؛ لأنهم الواسطةُ بينَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وبينَ أمتِه، فساغ لهم من الاجتهادِ في ذلك ‌ما ‌لا ‌يَسوغُ ‌اليومَ ‌لغيرهم.

والأصلُ في هذا الباب أنَّ الضحيةَ سُنةٌ مؤكّدةٌ؛ لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلَها وواظَب عليها، أو ندَب أُمَّتَه إليها؛ وحسبُكَ أنَّ من فقهاءِ المسلمين مَن يراها فَرْضًا؛ لأمرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم المُضَحِّي قبلَ وقتِها بإعادتِها، وقد بيَّنّا ما في ذلك” [التمهيد (15/129)].

وقد نسب أحد أفاضل الخطباء في خطبة العيد للشيخين والسلف غير الحق فقال في مقطع من الخطبة ذاع صيته على موقع التواصل بين مستحسن ومستنكر: “أو لم يمنع أبو بكر الصديق الأمة أن لا تضحي؟ فما ضحى أحد منهم. عمر بن الخطاب؛ ألم يأمر الأمة بعدم التضحية وذبح الأضاحي لأزمة من الأزمات….”.

فأما أن الصديق والفاروق قد تركا التضحية وهما قادران عليها؛ فنعم وقد صح ذلك كما سبق.

وأما أن يكونا قد منعا عموم الأمة من التضحية فما ضحى أحد (!!!)

فكل ذلك باطل ووهم وخطأ كبير من الخطيب الفاضل.

فما منعا غيرهما ولا تركت الأمة في زمانهما.

فالواجب التحري والتثبت قبل نسبة مثل هذا القول للسلف من على منبر يتلقى منه الناس أمور دينهم.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

اقرأ أيضا: بالفيديو.. خطيب يوجه المواطنين الذين تسابقوا على شراء اللحوم وذبح الأضاحي

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
19°
24°
أحد
25°
الإثنين
22°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M