تنوير أم تقليد أعمى: أحمد عصيد يردد كلام القساوسة ضد الإسلام؟

هوية بريس_متابعات
تنوير أم تقليد أعمى: أحمد عصيد يردد كلام القساوسة ضد الإسلام؟
انتشر مقطع فيديو اعتبر فضيحة معرفية لمن يدعون التنوير وتحرير العقل من خرافة الأديان، حيث بين المقطع نقولات حرفية من كلام النصارى المهاجمين للإسلام؛ الأمر الذي دفع الكثيرين للتساؤل حول حقيقة التنوير الذي يطالب به هؤلاء.
الفيديو المشار إليه اعتبر كارثة معرفية منافية للأخلاق والأمانة العلمية، ويضرب في صميم الحق بالملكية الفكرية، وإن كان كل الكلام عبارة عن تزوير للحقائق كما بينت ردود المسلمين عليه منذ القديم.
كما اعتبر المقطع ساخرا من مثل هذا الأسلوب من خلال إسقاط كلام النصراني الموجه لأحد متابعيه، على هذا العلماني الذي يمارس نفس أسلوبه في السرقة وتكرار فهم معاد لثوابت الوطن.
كذلك أورد المقطع كلام هذا العلماني الموصوف بالتطرف تجاه العلماء والدعاة المنافحين عن ثوابت الوطن والأمة. وأنه مأخوذ بالحرف من كلام أحد النصارى المعروفين بمهاجمتهم للإسلام وسبهم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بمصر، والذي سبق وأن تبرأت منه الكنيسة الأرثوذكسية بمصر وهذا نص بيانها المنشور في المواقع الإخبارية:
هذا، وزعم العلماني الموصوف بالمتطرف أن “الإسلام جاء ووجد الناس يقدسون الحجر الأسود وخلاها ليهم، ما قالهمش حيدوه راه أصنام”.
وهذا الكلام هو نفسه كلام النصارى الحاقدين على الإسلام، الذين يستندون إلى التدليس والتزوير لنشر هذه الطعونات.
أما حقيقة الأمر، فإن اعتقاد أهل الجاهلية في الحجر الأسود وغيره من الأصنام التي كانت موجودة آنذاك يخالف تماما اعتقاد أهل الإسلام، ويعد خلافا جوهريا يفصل بين الكفر والإيمان.
فهم كانوا يقدسون الحجر الأسود تقديس عبادة، بخلاف المسلمين الذين يعبدون الله وحده، وما خالف النبي صلى الله عليه وسلم قومه إلا لهذا السبب. فكيف يزعم التزويريون أن الإسلام لم يأت بجديد في هذه الجزئية؟
وتجدر الإشارة إلى أنه قد اعترفت بذلك حتى النقولات في المصدر الذي يستشهد به، والذي أخذه أيضا من كلام النصارى الحاقدين على الإسلام؛ حيث جاء في كتاب “المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام” ج5 ص. 152:
“وقد رمز إليه بـ ‘حجر أسود’، وعباد الحجر الأسود كانت معروفة عند الجاهليين. وكان أهل مكة يقدسون الحجر الأسود في مكة ويتقربون إليه.”
بينما جاء عن سيدنا عمر رضي الله عنه: أنه كان يُقبل الحجر ويقول:
“إنّي لأعرف أنك حجر، لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يقبلك لما قبلتك.”
فقارن أخي القارئ بين هذين الاعتقادين الجوهريين في الحجر الأسود؛ ليتضح لك أن الإسلام جاء مصححا لمكانة الحجر الأسود وبيان منزلته الحقيقية في الدين، وأنه لا يضر ولا ينفع، كما صحح الاعتقاد في غيره من الأمور الموجودة آنذاك، كالكعبة وغيرها.
فهذا رد مجمل على هذه الفرية، يبين حقيقة هؤلاء الذين يدعون التنوير بينما الحق أنهم مجرد ناقلين لتزويرات غيرهم.
ويتبين لك كذلك أن هناك فهمان للإسلام فهم المسلمين ومصادرهم وفهم أعداء الإسلام والذين دمر الإسلام مخططاتهم الإستعمارية في استعباد الناس.
فمتى كان التنوير وتطوير المجتمع المغربي مرتبطا بنقل طعونات أعداء هويته؟
ثم ألا تدل هذه الفضائح العلمية على حقيقة ما يريده التزويريون من المغاربة؟ وأنهم مهما استتروا وأخفوا عن المغاربة عقيدتهم ومرجعيتهم، إلا أن هذه السرقات تثبت مقاصدهم وغايتهم؟
بالفيديو: من قناة «الحياة» التنصيرية عصيد يطلق النار على الدين والمسلمين وعلماء البلد
هذا وفي الختام ننبه إلى مسألة مهمة، وهي أنه سبق وأن احتفت إحدى قنوات الكنيسة النصرانية على اليوتيوب بحلقات الناشط المثير للجدل، المعروف بمهاجمته للعلماء والمؤسسات العلمية الإصلاحية. الأمر الذي يدفعنا للتساؤل: لصالح من تُعرض هذه الأفكار على قنوات تستهدف المجتمع المغربي؟ ولصالح من تفتح أبواب اللقاءات والبودكاستات لمن يعرف بمثل هذه السرقات؟