تهجير أهل غزة.. ترامب ودولته المارقة

هوية بريس – د.عبد العلي الودغيري
هل هنالك غبيّ واحد في العالم يمكن أن يصدّق ما يزعمه ذلك الثعلب الماكر الذي يريد تهجير سكان غزة إلى بعض البلاد العربية، بأنه سيفعل ذلك بوازع إنساني وهو إعمار البلد المدمَّر الذي أصبح غير صالح للإقامة والسكنى؟ وهو في الوقت ذاته يناقض نفسه ويصرّح بأن أرض الكيان ( التي سُرقت من أهلها من قبل) أصبحت صغيرة ويريد توسيع حدودها ( بإضافة غزة والضفة إليها). أين كان الضمير الإنساني وعواطف الرحمة والشفقة حين كانت أرواح أهل غزة تتساقط بالعشرات كل يوم حتى تجاوزت الستين ألفًا عدا الجرحى والمصابين؟ وأين كان وهو يرى كل ساعة وحينٍ بيوت غزة وهي تُضرب بالأسلحة الأمريكية الفتاكة المحرَّمة دوليًا وتُهدَّم فوق رؤوس ساكنيها؟ أين كان الضمير والوازع الأخلاقي والإنسانية وحب الخير، وكل ذلك، وقد هُدّمت زيادةً على بيوتهم، مستشفياتُهم ومدارس أبنائهم وجامعاتهم، ومصانعهم ومساجدهم وآبارهم وعيونهم، ومُنع عنهم الطعام والدواء والخيام، ومنع عنهم حتى الكهرباء والماء، ومنعوا حتى من إبلاغ أصواتهم لوسائل الإعلام؟؟ لم نسمع منه تصريحًا واحدًا ولو كاذبًا يُدين جريمة واحدة من تلك الجرائم التي يصعب وصف وحشيتها وهمجيتها طيلة الخمسة عشر شهرًا الماضية؟ فهو رئيس سابق لأكبر دولة في العالم، وصوته مسموع وكلمته يُحسب لها ألف حساب؟ فأين سقط منه صوتُه الحَقّاني، ولم يخفق قلبُه الرّحماني، قبل أن يظهر اليوم وهو يلوِّح بمثل هذه الأفكار الغريبة وينثرها يمينًا وشمالاً دون أن يحسب لآثارها السيئة عليه وعلى دولته أي حساب؟
بهذه التصريحات والقرارات اليومية أصبحت بلاده رمزًا للدولة المارقة حقا:
• فهي تستقبل في احتفالات ضخمة مُجرمًا دوليًّا مطلوبًا للعدالة الدولية، ولا تبالي.
• ويُصرِّح رئيسُها في الوقت ذاته بعنجهية وافتخار بأنه عازم على إفراغ غزة من سكانها ( أكثر من مليوني شخص) والإلقاء بهم خارج حدود بلادهم وبلاد أجدادهم، وهذا وحده جريمة يعاقب عليها القانون الدولي الذي لا يعترف به الرجل.
• ولا يكتفي بذلك حتى يضيف بأنه سوف يبسط السيطرة الأمريكية بالقوة على منطقة غزة ويحولها إلى مملكته بعد إفراغها من سكانها الفلسطينيين. ولا تسأل بأي حق سيفعل ذلك. فالحق عند الطغاة هو ما يصدر عنهم وما يريدونه وما يأمرون به. وكل ما عدا ذلك باطل.
• ويُصدر أمرا تنفيذيًّا بمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية في شخص قُضاتها، لكونها أصدرت حكمَ تجريم الشخص النَّتِن في كيان مارِق أيضا.
• ويصدر أمرًا تنفيذيا لمعاقبة دولة جنوب إفريقيا لكونها قدمت الشكوى ضد جرائم الكيان المحتل.
• ويصدر أمرًا برفع حظر كل الأسلحة الفتاكة عن الكيان الغاصب لصبِّها على رؤوس المقاومين وغير المقاومين من غزة وفلسطين، والانغمار بكل قوة لتنفيذ مخططه التوسّعي الذي يهدف لتغيير خريطة الشرق الأوسط.
• ويصدر أمرًا بالخروج من منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. ثم يزعم أنه يريد إفراغ غزة من سكانها لغاية إنسانية، ولمصلحتهم ورأفةً بهم !! وعينُه على الوصول لأنفاق الحماس ونزع سلاح حماس والقضاء على المقاومة.
ما هذا العُلوّ في الأرض؟ وما هذه الفرعونية الطاغية المتجبِّرة المتجاوِزة لكل حَدّ؟