توقيف خطيب بتهمة النهي عن المنكر!!

11 سبتمبر 2025 02:13

هوية بريس – عبد الله العبولي

“تخيل أن تسمع مغنيا ينتقد التعليم؟”

“لا داعي لذلك، فقد حدث بالفعل”،

“لا شك أنهم أوقفوه أيضا كما أوقفوا أحد الخطباء بمدينة القنيطرة، تعلم، لخوضه في امور غير تخصصه وكذا”.

“لا أنوي إصابتك بالإحباط أو ما شابه، لكن تم تمجيده والتصفيق له”

لا شك أنك تمزح!

“تعلم أنني جدي جدا في مثل هذه المواضيع”

“حسنا أعتذر، لكن دعني أفهم شيئا واحدا، ألم يكن هذا المغني نفسه هو من كان يتعاطى المخدرات على الهواء واعترف بذلك؟”

“نعم كان هو وإن يكن؟”

“اه نعم قال هذه العبارة بالفعل “وإن يكن””.

“لم أقصد تكرار مقولته، ما أعنيه، قصدت” وإن يكن” ماذا بعد؟ مالذي يفترض بنا ان نفعله تجاه من يستهلك المخدرات على الهواء؟

“ما يفعله الشرطة عادة”

“مالذي تفعله الشرطة عادة؟”

“تنهى عن المنكر، بل وتغيره بيدها، تعلم، تطبيق الهدي النبوي وكذا”

“يبدو الأمر غريبا بعد صياغته بهذه الطريقة، ما الذي تريد قوله؟”

“لماذا لم ينهوا هذا المغني عن المنكر؟”

“كانو ينتظرون أحدا من هؤلاء الذين يجيدون تغيير المنكر بالكلام بدل الأفعال، هذا المغني رجل مشهور، لا ينبغي معاملته كالآخرين، هم يحتاجون إلى متحدث مفوه يستمع إليه الناس ليوعيهم ويمتنع الناس عن تقليد المغني…”.

“يبدو كلامك مريبا قليلا..، حسنا كان ما أرادوا، وتحدث أحدهم، فماذا حصل؟”

“أوقفوه لنهيه عن المنكر!”

“لكن أليس هذا ما أرادو ؟”

“نعم..، لكن ليس بتلك الطريقة…”

“كيف إذن…؟”

“اسمع اسمع… الأمر معقد لكنه في غاية البساطة… يمكنك أن تنهى عن المنكر كيفما تشاء ووقتما تشاء،

لكن لا تنهى عنه عندما يأمر الآخرون به خصوصا إن كانوا تحت رعاية جهة عليا، إذا نهيته حينئذ ستجد نفسك في مرمى الانتقادات وسيتم اعتبارك كمنكر ويتم النهي عنك..”.

ارتسمت على الآخر نظرة تحاول فهم مسألة لا حل لها بل وفي غاية الغباء والتناقض… وقال في الأخير:

“لا أعلم بماذا خرجت من هذه المحادثة، لا أعلم هل أنهى عنه أم أأمر به، رأيت عاقبة الآمر به والناهي عنه…، صراحة لا أرى الأمر به بذلك السوء، مادام الناهي عنه تم توقيفه عن عمله بسبب فعله لما يجب عليه فعله، وهو أغرب ما يتم توقيف أحد عن عمله بسببه، حسنا لقد قررت البدء بأمر الناس بالمنكر”

“ألا أدلك على شيء خير من ذلك، لم لا تصير مغنيا وتأمر بالمعروف؟”

“أخاف أن يتم توقيفي لأمري بالمعروف…، تعلم الأمر مشابه لحالة الخطيب”.

“بففففف….، انت محق بعد كل شيء..،”

كنت متكئا على جانبي الأيسر، لربما بسبب ذلك دار هذا الحوار العقيم بيني وبين نفسي التي اصطنعت الغباء وعقلي الذي يحاول الرد، ولو كنت متكئا على جانبي الأيمن لغازل النوم عيني منجيا إياي من صداع الرأس هذا،

استدرت على الجانب الأيمن، غططت في نوم عميق، ووعدت نفسي أن لا أعود لذلك الجانب مرة أخرى.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
16°
16°
الخميس
16°
الجمعة
15°
السبت
16°
أحد

كاريكاتير

حديث الصورة