حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 26 دجنبر..

26 ديسمبر 2021 21:23

هوية بريس- نور الهدى القروبي

لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.

نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.

نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.

فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.

ذكرى وفاة ظهير الدين بابر: امبراطور الدولة الإسلامية في الهند

يصادف اليوم ذكرى وفاة ظهير الدين بابر بن عمر شيخ بن أبي سعيد بن السلطان محمد بن ميران شاه بن الأمير تيمورلنك المولود في (14 فبراير 1483م والمتوفى في 26 دجنبر 1530م)، مؤسس إمبراطورية مغول الهند، وواحد من أعظم سلاطين المسلمين، ووريث أبيه الأمير عُمر شيخ ميرزا على عرش فرغانة، وهو كذلك مُؤسِّس سُلالة مغول الهند التيموريَّة التي حكمت شبه القارَّة الهنديَّة طوال ثلاثمائة عام إلى أن انقضى أجلها بعد خلع آخر السلاطين المغول محمد بهادر شاه سنة 1857م من قبل البريطانيين.
ويعتبر ظهير الدين بابر في نظر التاريخ أحد العظماء الذين يندر وجودهم لا في الناحية العسكرية فحسب، بل في كل ناحية من نواحي حياته، وهذا سر عظمته النادرة. فقد تغلب على جيوش اللودهي باثني عشر ألفًا من الجنود، مقابل مائة ألف من جنود العدو. ثم تغلب على الجيوش الكثيرة الجرارة التي جمعها ملوك الهندوس الخائفين على ملكهم من الضياع، حتى استطاع أن يؤسس ملكًا إسلاميًّا، استمرَّ ثلاثة قرون.
وكان مع نبوغه العسكري نابغةً في مختلف العلوم، حتى ذكر المؤرِّخون عنه أنَّه كان حنفي المذهب مجتهدًا، ألف عدَّة كتب في علوم مختلفة: في العروض وفي الفقه، وكتابه فيه يُسمَّى “المبين”، كما اخترع خطًّا سُمِّي باسمه كتب به مصحفًا وأهداه إلى مكَّة. وكان مع ذلك أديبًا رقيقًا، يقرض الشعر بالتركية والفارسية.
ومن أهم آثاره التي تركها مذكراته التي كتبها بنفسه عن حياته، وقد كتبها في صراحة تتجلى فيها شجاعته النفسية أمام كثير من الحقائق التي ذكرها عن نفسه وقد كتبها باللغة التركية، ثم ترجمت إلى الفارسية، ترجمها “عبد الرحيم ميرزا خان” في عهد حفيده جلال الدين أكبر، ومن الفارسية إلى عدة لغات أوربية.
ويذكر المؤرِّخون عن بابر قوَّته الجسمية، حتى كان يستطيع حمل رجلين كل رجل بذراع، والسير بهما مسافات طويلة، وأنه عبر كل نهر صادفه، وعبر نهر الجانج في ثلاث وثلاثين ضربة بذراع، وكان مشهورًا بطول ذراعه، وكان يتسلق الجبال العالية، ويستمر على ظهر حصانه لمسافة ثمانين ميلًا، دون أن يدركه التعب.
ويذكر المؤرخون أنه كان مفرطًا على نفسه في شرب الخمر، على عادة أمراء زمانه، إلا أنه عاد إليها بعد أن أقسم على تركها عند بدء الموقعة بينه وبين جنود الهندوس المتحالفة، ومنشوره الذي وزعه على سكان البلاد بتحريم الخمر يكشف بعد التوبة عنده، وقد جاء فيه: “نحمد توابّا يحب التوابين والمتطهرين ونشكر ديانا يهدي المذنبين والمستغفرين، وبعد: فإن طبيعة الإنسان على مقتضى الفطرة تميل إلى لذات النفس البشرية، فهي ليست بمنجاة عن ارتكاب الآثام، (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) [يوسف:53]، وها هي التوبة عن الشرب قد آن أوانها في هذه الأوقات المباركة التي نعد العدة فيها للجهاد في سبيل الله، وقد اجتمع عساكر الإسلام لحرب الكفار (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد:16]، فاقتلعنا أسباب المعصية بقرع أبواب الإنابة -ومن قرع بابًا ولجَّ ولجَ- وافتتحنا هذا بالجهاد الأكبر هو مجاهدة النفس (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا) [الأعراف:23]، (إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [الأحقاف:15]، فأعلنا جميعًا توبتنا عن الشراب وأمرنا بأدواته من كؤوس الفضة والذهب فألقيت إلى الفقراء والمساكين والمعوزين صدقة.
وكان بابر قياديًا رفيعًا يعرف كيف يستثير حماسة جنوده في المواقف الحساسة، فقد كان الخوف يشيع في رجال بابر من قتال الهنادكة ومن معهم من الأفغان، بسبب التفاوت الضخم بين الطرفين، فأخذ ظهير الدين في تقوية همم رجاله بخطبة فقال: “إن المرء مهما طال به الأجل فمصيره إلى الفناء، فما أشرف له أن يستشهد في ميدان الجهاد فيخلد ذكره عن أن يموت خاملًا حتف أنفه، ولقد أراد الله القدير أن يمتحننا بهذه المحنة، فإن نسقط في ميدان الجهاد فقد كُتبت لنا الشهادة وإن ننتصر فقد أعْلينا كلمته تعالى “.
وقد مات ظهير الدين بابر وهو في الخمسين من العمر قضى منها 38 سنة في الحكم والإمارة والتنقل من طور إلى طور وحال إلى حال، استطاع خلالها بعزمه وقوة إرادته وصبره وجلده وحلمه أن يتحول من أمير مطارد ليس له إلا ثلاثمائة من الرجال إلى سلطان من أعظم سلاطين العالم الإسلامي في زمانه وزمان الهند كله.

أحداث أخرى وقعت في 26 دجنبر

1884 – اسبانيا تعلن فرض حمايتها على المنطقة من ساحل غرب أفريقيا بين بوجدور (بالمغرب) وكابو بلانكو، وهي أسمتها لاحقاً الصحراء الغربية.
1923 – الولايات المتحدة وتركيا توقعان في اسطنبول معاهدة سلام.
1957 – عقد، في القاهرة، المؤتمر الأول لتضامن بلدان آسيا وافريقيا تحت تسمية “مجلس تضامن بلدان آسيا وأفريقيا”. واعلنت هذه المنظمة الدولية ان هدفها هو مساعدة الشعوب في نضالها ضد الاستعمار والعنصرية والصهيونية ومن أجل التنمية الاقتصادية والتطور الثقافي. وحظيت المنظمة بدعم فاعل من الاتحاد السوفيتي، إلا أن نشاطها ضعف بشكل ملحوظ بعد سقوطه.
1990 – الزعيم الديني الإيراني علي خامنئي يعلن تأييده لفتوى أصدرها سلفه الخميني بإهدار دم سلمان رشدي.
1991 – الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي يتزعمها عباسي مدني تفوز في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التي أجريت على أساس التعددية الحزبية في الجزائر.
1992 – وزير المالية ووزير التخطيط الكويتي ناصر الروضان يقوم بإعادة افتتاح أبراج الكويت بعد أن تعرضت للتخريب والسلب والدمار خلال الغزو العراقي للكويت.
2003 – زلزال مدمر يضرب مدينة بم الإيرانية ويخلف عددًا كبيرًا من القتلى.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M