حملة المقاطعة، وتحذير الداخلية، وإيقاف خطيب مسجد الخليل بسلا ذ. مصطفى الموهري
هوية بريس – إبراهيم بَيدون
ويستمر الهدر المنبري وإيقاف خيرة الخطباء في هذا الوطن الحبيب.. نعم، فقد تم أمس الجمعة تحريك طاحونة طحن الأئمة والخطباء التي يعتلي فوهتها ويمسك بزر طحنها وزير الأوقاف أحمد التوفيق، وذلك من خلال توقيف خطيب مسجد إبراهيم الخليل بحي اشماعو بمدينة سلا، وهو أيضا خطيب المصلى التي تقام في الأعياد قرب ساحة المسجد نفسه.
وحسب ما قيل فإن سبب التوقيف هو تناول الخطيب في خطبة أمس الجمعة حملة المقاطعة، التي يخوضها جمهور عريض من المجتمع المغربي ضد ثلاث شركات، هي: سنطرال، إفريقيا غاز، سيدي علي، وهو الأمر الذي ينفيه الخطيب، والمصلون الذين حضروا خطبته، إذ أنه تناول كما يفعل دائما قبيل رمضان، الحديث عن ضرر الاحتكار وغلاء الأسعار في الأسواق في رمضان، مع الإقبال الكبير للناس على شتى المواد الغذائية.
نهي الوزارة خطباءها عن عدم الخوض في موضوع غلاء الأسعار، هو أمر راجع إلى السياسة التي فرضها عليهم الوزير أحمد التوفيق، من عدم الخوض في شؤون الناس والابتعاد عن تناول قضايا معايشهم.
الداخلية تحذر من إشاعات غلاء الأسعار
توقيف الشيخ مصطفى الموهري، جاء أيضا، بعد يومين من تصريح وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، يوم الأربعاء في ندوة صحفية، رفقة وزراء في الحكومة، لطمأنة المواطنين بخصوص تموين الأسواق من المواد والمنتجات الغذائية خلال شهر رمضان، وللتحذير كذلك من الترويج للمعطيات المغلوطة أو الشائعات بخصوص الأسعار.
وهنا يطرح تساؤل: هل لتحذير وزارة الداخلية علاقة بتوقيف ذ.الموهري؟!
إيقاف ذ.الموهري استمرار للهدر المنبري
إيقاف ذ. مصطفى الموهري، هو استمرار لسلسلة بدأت منذ سنوات طويلة (عقد ونصف)، استهدفت خيرة الخطباء والوعاظ، ومن بينهم مجموعة من العلماء والدعاة المشاهير، من قبيل التمثيل لا الحصر: د. رضوان بنشقرون، الشيخ نهاري، الشيخ رشيد نافع، د. الخمليشي، الشيخ يحيى المدغري، الشيخ محمد أبياط.. وجهة سوس تعاني من أعمق نزيف لتوقيف الأئمة والخطباء..
الموقوفون في الغالب هم أناس مؤثرون في أوساطهم، وخطباء فصحاء، وخطبهم نافعة ومؤثرة، ولهم علاقة مميزة ومتينة مع المستفيدين من علمهم، وكلما تم توقيف أحدهم، خاض الناس حملات ضد ذلكم التوقيف، للتعبير عن رفضهم (ومعلوم أن علاقة الإمام بالمأمومين هي أهم عامل لاستمراره في مهامه)، وصلت حد مقاطعة صلاة الجمعة، يوم تم توقيف الشيخ أحمد أبياط بفاس.
فلماذا، هذه التوقيفات التي لا تخضع لأية مساءلة أو محاسبة، وتكون أسبابها واهية، إن لم تكن مخزية، مثل، مهاجمة مهرجان موازين، أو ربط العقوبات بالذنوب والمعاصي، أو ممارسة الرياضة، أو عدم احترام دليل الخطيب والإمام الذي يتم تأويله وفق هوى المسؤول عن الوزارة في الغالب؟!
العلاقة المميزة بين ذ.الموهري والمستفيدين من خطبه ودروسه وتوجيهاته، يمكن لمسها من خلال هاته الرسالة، التي نشرها ممتبعوه وتلامذته ومحبوه في مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيها:
“بسم الله الرحمن الرحيم السلام والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد، فباسم جميع متتبعي ومحبي وتلاميذ الأستاذ الفاضل المصطفى الموهري نتقدم بهذه الشهادة إثر سماعنا خبر توقيف الأستاذ عن خطب الجمعة ودروس الوعظ والإرشاد في مساجد مدينة سلا:
1- نعلن أن قرار التوقيف قرار ظالم اعتمد على وشابة كاذبة مفادها أن الأستاذ تناول موضوع المقاطعة وهو عن هذا براء براءة الذئب من دم يعقوب فنحن شهود أثناء الخطبة انه تناول أحكام التجارة ووصايا بعدم الاحتكار قبيل شهر رمضان وهي نفس الخطبة التي يلقيها فضيلته كل عام على مقربة من هذا الشهر الكريم.
2- نشهد للأستاذ الفاضل بجهوده المعروفة في الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة الملتزمة بالوسطية والاعتدال المحترمة لثوابت الأمة بالمملكة المغربية ولم يعرف عنه إلا الذب عن قيمنا الإسلامية الصحيحة وهويتنا المغربية الأصيلة. كما نشهد له بمحاربته للتطرف والتشدد في صفوف الشباب فكم من شاب نجا بسبب مواعظه من براثن الفكر الدخيل التكفيري وكم من تدخل له أوقف به أبواب الفتنة بحكمته المعهودة مما جعله محبوبا في صفوف عامة الناس صغيرهم وكبيرهم.
3- ان دروس الأستاذ المصطفى الموهري لم تتجاوز قط حدود الشريعة الإسلامية ولم يسبق له أن تناول موضوعا خارج هذا الإطار ومعروف أنه لا ينتمي إلى أية جهة سياسية ولا حركة طائفية بل هو مستقل بفكره وعمله.
4- نستنكر جميعا هذا الظلم الذي طال فضيلة الأستاذ المصطفى الموهري ونناشد الجهات المعنية بالشان الديني التدخل لارجاع الأستاذ إلى مجال الدعوة على المنابر بمدينة سلا ليستمر الناس في الاستفادة من علمه. فما أحوج مدينة سلا إلى أمثال هذا الرجل الذي لم يتوانى منذ سنوات عديدة في إرشاد الناس إلى الطريق الصحيح الوسطي المعتدل خاصة في أوساط كثر فيها دعاة التطرف والتشدد”.
في الأخير
تجدر الإشارة إلى أن مدينة سلا إحدى المدن التي تضررت كثيرا من سياسة التوفيق ووزارته، فقبل عامين تم توقيف الشيخ يحيى المدغري خطيب مسجد حمزة بحي سيدي موسى، وهو الشيخ الشهير بالمدينة، والذي أثار توقيفه جدلا كبيرا في المغرب كله، كما تم قبل حوالي ثلاثة أشهر إيقاف خطيب مسجد بدر1 (زنقة 3)، بذات الحي، بعد خطبة عن ذكرى المولد النبوي، ناهيك عن وجود عدد من المساجد المغلقة منذ سنوات طويلة، بحجة الإصلاح والخوف من تعرضها للانهيار، وهو ما يسبب حرجا للساكنة القريبة منها..
فهل إهمال مدينة سلا وإقصاء خطبائها وعلمائها، هو أمر مقصود من الوزير ووزارته الوصية؟!
يجب على المغاربة الأحرار مقاطعة الخطيب الجديد كما يجب الالتفات إلى هذا الوزير الذي يبدو أنه لا يخاف الله و مطالبة الشعب بإقالته من منصبه ليتولى مكانه وزير محبوب عند الشعب و ليس مبغوضا من قبل الشعب.
في رأيي كل امام الخطيب او داعية او ما شابه هذا .لايشرفه ان يعمل تحت وزارة اوقاف يسيرها مثل هذا الوزير. بل على الشرفاء والفقهاء الذين يحبون دينهم ان يبتعدوا عن العمل مع وزارة الأوقاف. الا في حالة اضطرار قصور.