حملة مغرضة تستهدف الثوابت والأمن الروحي للمغاربة.. وتساؤل عن غياب الجهات المختصة!!

07 مايو 2025 18:55
وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية

هوية بريس – متابعات

 لازال مسلسل استهداف الثوابت الدينية والعقائد الإسلامية والأحكام الشرعية مستمرا.. وذلك عبر مختلف الوسائل الفكرية والثقافية والإعلامية والرقمية..

حيث سمعنا مؤخرا من يدعي بأن 99 في المائة من الظلم النازل على النساء والأطفال في مجتمعنا المغربي سببه صحيح البخاري، ويعلن بأن الجامع الصحيح للإمام البخاري كتاب مكذوب!!

وسمعنا من المغاربة من ينكر معجزات الأنبياء التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، ويشكك الناس فيها بدعوى أنها تخالف العقل والعلم، وأنه ليس هناك شيء معجز ولا شيء يمكن تفسيره خارج إطار العلم!!

وسمعنا من يدعي بأن الأحاديث النبوية تتحمل المسؤولية الكبرى في احتقار المرأة والجرأة على اغتصابها!!

وسمعنا من يعلن بأن الشريعة الإسلامية لا تعارض الممارسات الجنسية خارج إطار الزواج، وأن “العلاقات الرضائية” كانت موجودة في الإسلام!!

وفي هذا الصدد حذر خبراء ومتابعون من خطورة هذا الغلو والتطرف الذي بات يتجاوز أصحابه التشكيك في بعض أحكام الإسلام إلى الطعن الواضح والصريح في الدين الإسلامي وبشكل فج..

إزاء هذه الحملة المغرضة التي تستهدف المغاربة في ثوابتهم ودينهم، يتساءل كثير من المتابعين عن حماية الأمن الروحي للمغاربة ودور المؤسسات المختصة؟

 وجوابا على هذا التساؤل صرح الدكتور يوسف فاوزي لهوية بريس بقوله:

“ففي الوقت الذي تعرف فيه الأمة الإسلامية هذه الهجمة الصهيونية العالمية، وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل، وبدل أن تكرس الهيئات والمؤسسات العلمانية جهودها لنصرة هذا الشعب المظلوم عملا بما تدعيه من نصرتها لقضايا حقوق الإنسان وحقوق الطفل والمرأة، والكرامة الإنسانية، بدل كل هذا انصب اهتمام هذه الهيئات والمنابر العلمانية إلى تكتيف تطرفها الفكري حول الثوابت الدينية للأمة المغربية، بزعزعة عقيدة المغاربة وتشكيكهم في دينهم، بنشر الكثير من الإشاعات والافتراءات العارية تماما عن المصداقية العلمية التي طالما تبجحت بها هذه الأصوات، مما يدل على حجم النفاق العلماني الذي يمارسه هؤلاء تحت غطاء حرية الرأي والتعبير الحداثي”.

الظلم النازل على النساء والأطفال في المغرب سببه البخاري!

      وأضاف أستاذ الشريعة بجامعة ابن زهر بأكادير أن “ادعاء أن صحيح الإمام البخاري هو سبب ظلم المرأة وتخلف المجتمع المغربي ما هو إلا دليل على الجهل الكبير والتخلف الفكري لهؤلاء، لأنهم يجهلون تماما التاريخ المغربي العريق الذي كان يعتبر هذا المؤلف الجليل مصدرا شرعيا غاية في الرقي الحضاري للمجتمع، ومن الشواهد على هذا أن السلطان المولى إسماعيل وهو أحد أبرز وأعظم ملوك الدولة العلوية، أسس كتيبة خاصة في الجيش المغربي سماها بـ”جيش البخاري”، تيمنا بهذا الكتاب المبارك، وكان من عادة السلاطين المغاربة عقد مجلس “ختم صحيح البخاري” ليلة القدر في شهر رمضان، وهو تقليد لا زال قائما إلى يومنا هذا في المراسيم الملكية الدينية.

ثم إن هذا الادعاء يحتاج لزاما إلى دراسة علمية رصينة، وليس مجرد ادعاءات فارغة لا براهين علمية تشهد لمصداقيتها، فعدد أحاديث الجامع الصحيح للإمام البخاري بالمكرر وبما فيه من التعليقات والمتابعات واختلاف الروايات (9082)، وهذا غير ما فيه من الموقوف على الصحابة والتابعين، وقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه أبوابا عدة تدل على رحمة الشريعة الإسلامية بالطفل، من ذلك:

باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق عنه وتحنيكه

باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة.

باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته.

باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي.

باب: عيادة الصبيان.

باب: قتل الولد خشية أن يأكل معه.

باب: قتل الصبيان في الحرب، عن ابن عمر أن امرأة وجدت في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم مقتولة، فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان. وفي رواية: (فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان).

بَاب: وُضُوءِ الصِّبْيَانِ، وَمَتَى يَجِبُ عَلَيْهِمُ الْغُسْلُ وَالطُّهُورُ، وَحُضُورِهِمُ الْجَمَاعَةَ وَالْعِيدَيْنِ وَالْجَنَائِزَ، وَصُفُوفِهِمْ..

إلى غير ذلك من الشواهد الدالة على أصالة حقوق الطفل في السنة النبوية والعبقرية البخارية، ونفس الشيء يقال عن المرأة، ومن الشواهد الدالة على ذلك:

بَاب: عِظَةِ الْإِمَامِ ‌النِّسَاءَ وَتَعْلِيمِهِنَّ.

بَاب: خُرُوجِ ‌النِّسَاءِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِاللَّيْلِ وَالْغَلَسِ.

بَاب: خُرُوجِ ‌النِّسَاءِ وَالْحُيَّضِ إِلَى الْمُصَلَّى.

بَاب: مَوْعِظَةِ الْإِمَامِ ‌النِّسَاءَ يَوْمَ الْعِيدِ.

بَاب: صَلَاةِ ‌النِّسَاءِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الْكُسُوفِ.

بَاب: وُضُوءِ الرَّجُلِ مَعَ امْرَأَتِهِ، وَفَضْلِ وَضُوءِ ‌الْمَرْأَةِ.

بَاب: اتِّبَاعِ ‌النِّسَاءِ الْجَنَائِزَ.

باب: حمل الرجال للجنازة دون ‌النساء.

باب: طواف ‌النساء مع الرجال.

بَاب: حَجِّ ‌النِّسَاءِ.

وغيره كثير يصعب حصره، بل إن الإمام البخاري رحمه الله عقد في صحيحه كتابا خاصا بالدماء الطبيعية سماه كتاب الحيض، عناية بشأن الطهارة للمرأة وصحتها، التي عرفت تخلفا كبيرا في المجتمع الأوروبي إبان العصور الوسطى، مقابل انصاف الشريعة الإسلامية لها.

إنكار معجزات الأنبياء بدعوى أنها تخالف العقل!

وشدد الأكاديمي المغربي على أن مشكلة هؤلاء المغرورين هي تقديس العقل لدرجة مخالفتهم لما هو عقلي، بمعنى أن العقل الصحيح لا يتعارض ألبتة مع النقل الصحيح، فالقرآن الكريم ذكر جملة من المعجزات التي حصلت للأنبياء والمرسلين، وعاين بعضها الصحابة رضوان الله عليهم كمعجزة انشقاق القمر، وتوجد نصوص في التوراة توافق ما ورد في القرآن الكريم بخصوص معجزة انفلاق البحر لموسى عليه السلام هربا من فرعون وجنوده، فيروي لنا الإصحاح الرابع عشر من سفر الخروج قصة عبور الشعب الإسرائيلي البحر الاحمر (14 :21-25): ومد موسى يده على البحر، فأجرى الرب البحر بريح شرقية شديدة كل الليل، وجعل البحر يابسة وانشق الماء22 فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة، والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم.

23: وتبعهم المصريون ودخلوا وراءهم، جميع خيل فرعون ومركباته وفرسانه إلى وسط البحر.

24: وكان في هزيع الصبح أن الرب أشرف على عسكر المصريين في عمود النار والسحاب، وأزعج عسكر المصريين.

25: وخلع بكر مركباتهم حتى ساقوها بثقلة. فقال المصريون: نهرب من إسرائيل، لأن الرب يقاتل المصريين عنهم).

فلماذا لا يكذب هؤلاء التوراة كما يكذبون القرآن؟؟؟

والتوراة سبقت القرآن الكريم بقرون سحيقة، فكيف يمكن تفسير هذه الموافقة؟؟

وكثير من المعجزات الغيبية لا يتقبلها هؤلاء بحجة عدم مشاهدتها، وهذا أمر طبيعي لأن العقل البشري محدود الإدراك، فمن منا كان يتوقع أن يشاهد اليوم التقدم التكنولوجي مثل وسائل التواصل الاجتماعي، هل كان الواحد منا إن كان من جيل السبعينات أو الثمانينات أن يصدق هذا التطور؟؟ الإجابة: لا، لأن عقولنا في تلك الفترة كانت قاصرة عن هذا الإدراك.

الأحاديث النبوية تتحمل المسؤولية الكبرى في احتقار المرأة والجرأة على اغتصابها!!

وجوابا على ما يروجه بعض اللادينيين بكون الأحاديث النبوية تتحمل المسؤولية الكبرى في احتقار المرأة والجرأة على اغتصابها!!

أكد الخبير الشرعي أن هؤلاء أوتوا من سوء فهمهم للنصوص الشرعية، فحاشا أن تحتقر السنة النبوية المرأة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان زوجا وأبا وجدا، وشهد له نسوته أمهات المؤمنين بحسن الخلق والعشرة، وهو أعلم الناس به، من ذلك ما روته أمنا عائشة -رضي الله عنها- بقولها: (كنتُ أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ فيشرب، واتعرق العَرْقَ وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فِيَّ). رواه مسلم.

وعنها أيضا رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني لأعلم إذا كنتِ عنِّي راضية، وإذا كنت علي غضبى، قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: [أما إذا كنتِ عنِّي راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم “قالت: قلتُ أجل والله يا رســـــول الله، ما أهجر إلا اسمك) رواه البخاري.

هل الشريعة الإسلامية لا تعارض الممارسات الجنسية خارج إطار الزواج؟

اعتبر أستاذ الشريعة بجامعة ابن زهر أن قائل هذا القول جاهل بالتاريخ الإسلامي، وبالفقه الإسلامي، والدين الإسلامي كله، ففاحشة الزنا حرام بالقرآن والسنة والإجماع.

قال سبحانه: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلً).

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب عند الله أكبر؟ قال: “أن تجعل لله نداً وهو خلقك”. قلت: ثم أي؟ قال: “أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك “قلت: ثم أي؟ قال: “أن تزاني بحليلة جارك” متفق عليه.

وقال ابن المنذر رحمه الله: (وأجمعوا على تحريم ‌الزنا)، الاجماع، ص:626.

ولم يقل أحد من علماء المسلمين في القديم أو الحديث بجواز فاحشة الزنا، فهذا افتراء على الشريعة الإسلامية الغراء، وكذب وبهتان، يروم تشريع هذه الفاحشة في المجتمع بقصد إفساده، وهؤلاء يصدق فيهم قوله سبحانه وتعالى: ({إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ، وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ}.

خطورة هذا الغلو والطعن في الدين الإسلامي

هذا؛ وحذر د.يوسف فاوزي في تصريحه لمنبر “هوية بريس” بكون الإرهاب الفكري العلماني المستهدف للدين الإسلامي الذي هو بمثابة الأمن الروحي للمغاربة دليل على خطورة هذا الفكر المتطرف، الذي لا يحترم قناعات المغاربة الدينية، المتوافقة مع الفطرة السليمة وتاريخهم الأصيل، وهو فكر دخيل يستلزم من المؤسسة العلمية الرسمية مواجهته بكل حزم، درء لمفسدة العبث بعقول المغاربة وزعزعة عقيدتهم، وعدم التساهل مع هذه الفئة الشاذة الدخيلة على المجتمع المغربي.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
20°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M