“خطة تسديد التبليغ”.. هذا موضوع الخطبة الموحدة غدا الجمعة

هوية بريس – متابعة
خصص المجلس العلمي الأعلى ضمن “خطة تسديد التبليغ” خطبة منبرية موحدة في موضوع: «التَّحذير من مُفسدات الحجِّ» ليوم الجمعة 08 شعبان 1446هـ، الموافق لـ: 07 فبراير 2025م.
وهذا مقتطف من نص الخطبة:
“الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أمر عباده بحجِّ بيته الحرام، ونهاهم عن كلِّ ما يُفسد حجَّهم من الجدال، والرَّفث، والفُسوق وسائر الآثام، نحمده تعالى حمد الشَّاكرين لنعمه وآلائه، ونشكره على ما أولانا بمحض فضله من جزيل عطاياه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من قال ربِّيَ الله ثمَّ استقام، ونشهد أنَّ سيدنا محمداً عبد الله ورسوله المجتبى ليكون للنُّبوات مِسك الختام، صلَّى الله وسلَّم عليه ما لبَّى مُلبٍّ أو كبَّر مكبِّرٌ في المشاعر العظام، وعلى آله الطَّيبين بدور التَّمام، وصحابته الأصفياء نجوم الاقتداء والأئمة الأعلام، ومن تبعهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدِّين.
أمَّا بعد؛ فيا أيها الإخوة والأخوات في الإيمان، يقول النَّبي ﷺ:
“الحجُّ المبرور ليس له جزاءٌّ إلا الجنَّة”، فقالوا يا نبيَّ الله؛ ما برُّ الحجِّ المبرور؟ قال: “إطعام الطَّعام وإفشَاءُ السَّلام“.
عباد الله؛ يعدُّ هذا الحديث النَّبوي الشَّريف أرجى حديثٍ في فضل الحجِّ وثوابه، وهو الذي يُفضي بصاحبه إلى الجنَّة شريطة أن يكون حجه حجاً مبروراً، وبُرور الحجِّ إنما يكون بالإخلاص والبُعد عن الرِّياء والخلو من المعاصي والآثام وسائر المنهيات التي تفسد أجر وثواب الحاج، والتي لا تُبقي لصاحبها إلاَّ التَّعب.
فلخَّص النَّبي ﷺ معنى الحجّ المبرور في كلمتين جامعتين: إفشاء السَّلام على النَّاس، وإطعامُ الطعام، وهما خصلتان عظيمتان في التَّعامل مع النَّاس في موسم الحجِّ وفي غيره من الأيام. فيحترزُ الإنسان بهذا المعنى من آفات اللسان، وفُضول الكلام، ويتحلَّى بمكارم الأخلاق من الجود والانفاق، ويمتنع عن منافاتها من البُخل والشُّح والطَّمع.
ولئن كان الحثُّ من النَّبي ﷺ على إفشاء السَّلام وإطعام الطعام في الحديث السَّابق، فقد جاء النَّهي في كتاب الله تعالى عن كلِّ ما يناقضُ هذا القصد العظيم. قال الله تعالى:
﴿اِ۬لْحَجُّ أَشْهُرٞ مَّعْلُومَٰتٞۖ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ اَ۬لْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِے اِ۬لْحَجِّۖ﴾،
فالرَّفث، والفُسوق، والجِدال من مفسدات الحجِّ، ومفسدات القُلوب التي تشغل الحاجَّ وغير الحاج عن حقيقة الإيمان، وتنهار بها العلاقات الاجتماعية بين النَّاس وتقضي على الودِّ بينهم، ويَحيدُ الحاجُّ بسببها عن إدراك مقاصد التَّجرد والتَّوحيد، فينحصر الأمر عنده في المظهر دون المخبر، وينسى التَّجرد من كل سلوك يفسد عليه حجَّه، والحال أنَّ عليه مجاهدة نفسه سواءً كان حاجّاً أو غير حاجٍّ، ويتحلَّى بما يليق بشرف العبادة ومكانها وزمانها، من آدابٍ وأخلاقٍ تُحقِّق له ثمرات الحجِّ وحِكمه.
قال رسول الله ﷺ:
«من حَجَّ لله فلم يرفُث، ولم يَفسُق، رجعَ كيوم ولدَته أمُّه».