دموع بنكيران ورقصات فتية أخنوش (فيديو)
هوية بريس – عابد عبد المنعم
لازالت ردود الأفعال تتوالى حيال الصورة التي نقلتها فعاليات الجامعة الصيفية لشبيبة التجمع الوطني للأحرار، منتقدين في ذات السياق البهرجة والبذخ وطغيان المال على السياسة.
حيث عبر عدد من المغاربة عن استنكارهم لمشاهد الرقص والغناء خلال التجمع المذكور، في وقت فقد فيه عدد من الأسر المغربية آباءهم وأبناءهم وذويهم خلال الفيضانات الأخيرة بالمناطق الجنوبية، ولا زالت الأمة الإسلامية تنزف دما بقطاع غزة الجريح.
لكن كل هذا لم يثن حزب أخنوش عن الطرب والرقص على إيقاعات “انا مهبول أنا”، واستقطاب وجوه مثيرة في مجال السياسة والإعلان والفن، ويخصص نصيبا كبيرا من خطابه (أخنوش/الطالبي العلمي/أوجار.. وغيرهم) لمهاجمة عبد الإله بنكيران وحزب العدالة والتنمية.
هذا وقد شكر الأمين العام لحزب البيجيدي ما وصفه بالدعاية المجانية لحزبه من طرف أخنوش، ولكنه في الوقت نفسه لم يفلت أن يوجه رسائل قوية لرئيس الحكومة، بكونه لا تاريخ سياسي له وأنه ليس ندا أبدا لبنكيران.
وتابع بنكيران “أخنوش مسكين في السياسة و”تيقضيو به”، وأضاف “في الوقت الذي ترقص فيه أنت وأتباعك في أكادير يجب أن تعرفوا أن المغاربة ماتوا في الفيضانات وآلاف الفلسطينيين يموتون في الحرب على غزة”..
في حين تساءل الوزير المنتدب السابق بالتعليم العالي، د.خالد الصمدي بقوله:
“هل بالميوعة والرقص على الجراح يعطي هؤلاء الشباب المثال على ما سيكون عليه مستقبل بلد يقف على قرون من الحضارة والتاريخ والتدافع والمقاومة والنضال، والتي جسدها في هذه الجهة بالذات المختار السوسي وأترابه؟
وهل يمكن أن يكون هذا المشهد المؤسف الذي حضره رئيس الحكومة شخصيا جوابا على رسالة ملك البلاد الذي دعا مختلف الأحزاب في خطاب رسمي لم يجف مداده بعد الى التحلي بالجدية، وصدق من قال: “إذا لم تستحي فاصنع ما شئت”اهـ.
ومن ضمن التعليقات الواردة على فعاليات شبيبة الأحرار:
– “بشرى الضو تحاضر في الوعي المجتمعي، وعمر الشرقاوي يحاضر في الشرف… ملتقى شبيبة أخنوش “مهبول أنا”.
– استغربت حقا من رد فعل الرأي العام الوطني حول الفيديو المتداول لأشخاص يرقصون على انغام أغنية ساقطة في نشاط لحزب التجمع الوطني للأحرار … ألم يفهم المغاربة بعد ان هذا ليس حزبا سياسيا وإنما مجرد دكان للمتاجرة في الانتخابات. الحزب السياسي هو هيئة تتكون من جماعة منظمة من المواطنين لديهم نفس المرجعية الثقافية، تجمعهم مواقف متقاربة، يسعون للوصول للحكم من أجل تطبيق برنامجهم السياسي. التجمع ليس لديه مرجعية وليس لديه برنامج سياسي وليس لديه مناضلين، مجرد عطاشة يتم استخدامهم لتنفيذ أجندة … لصالح اشخاص او جهة معينة.
– في الوقت الذي ذرف فيه عبد الإله بنكيران الدموع وهو يعانق طفلتين صغيريتن خلال اللقاء التواصلي مع شبيبة العدالة والتنمية بالملتقى الوطني 18، كان أخنوش وشبيبته يرقصون على إيقاعات موسيقية ساخنة، قد يكون لعاطفة بنكيران أكثر من تفسير، لكنها تبقى مجرد لحظة عاطفية عبر من خلالها عن خوفه على مستقبل هذا الجيل الذي تنتظره تحديات كبيرة على المستوى القيمي والمعرفي والسياسي.. مشهدنا السياسي المغربي يحكي كثيرا من التناقضات.. وإذا استمر الوضع على هذا الحال فنسأل الله أن يلطف بنا وخلاص..