“دين المصادقة”.. أقوال من خريف العمر

هوية بريس – د.ميمون نكاز
أعوذ بالله من “دين المصادقة”، قال: وما “دين المصادقة”؟ قلت: هو “دين التطبيع مع الاستبداد والفساد والهيمنة”، هو “دين الأمركة والصهينة”، إذا قيل له “صَدَّقَ”، وإذا طُلِب منه “صَادَق”، قال: ما أمارته؟ قلت: إذا قيل له ارقص في زمن “المجزرة” شطح، وإذا قيل له انسحب إلى “رياض الذكر” في “معتكفات الروح” بالسُّبْحَة انسحَب، وإذا قيل له أمتعنا بقصيد الشوق والمديح أطربهم، وهم متكؤون على بقايا الديار والأشلاء، يستمتعون بأنغامه الشجية… إنه “الدين القعيد” الذي يعتبر “المصادقة” على “الأمركة” و”الصهينة” حكمة وشهودا للحقيقة، وفَناءً في موجبات القضاء والقدر، حيث يرى في المقاومة والجهاد والاحتساب مضلة وفتنة و”خروجا” عن “روح الدين” وجملة مقاصده…
في كلمةٍ فَصْل: “دين المصادقة” هو “الدين الحليم الرشيد” “اللين الناعم” الذي لا يخيف عدوا جائرا، ولا يزعج مستبدا ظالما، ولا يعنيه باسم الدين إلا ما تُدِرُّهُ عليه حواضر “المَدَر” ومساكن “الوَبَر” مما قل منه أو كثر، وَلَوِ انقطع عنه الدينار والدرهم لانهدم، ذلك عندهم هو “الدين القيم”، ولكنه في عين الله وميزان الوحي الشريف “دِينٌ أَبْكَمُ” “كَلٌّ على قلب هذه الأمة”، لا يرجى منه شيء، إذ قد حددت له الوجهة، ألا ساء ما يُحرِّفون…