د. الودغيري يصف حكومة العثماني بـ”حكومة التراجع عن المكتسبات”
هوية بريس – عبد الله المصمودي
وصف د. عبد العلي الودغيري حكومة سعد الدين العثماني ب”حكومة التراجع عن المكتسبات”، وذلك على إثر النقاش والجدل الكبير اللذي يرافق محاولة تمرير القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظةمة التربية والتكوين، والذي يسعى لفرض هيمنة اللغة الفرنسية في التعليم المغربي والتراجع عن التعريب.
وكتب عالم اللسانيات في حسابه على فيسبوك:
“● كنا ننتظر من حكومتنا الموقَّرة أن تُخرِج قانونًا تنظيميّا لحماية اللغة العربية وتنميتها وتطويرها وتفعيل الفصل الخامس من الدستور.
● كنا ننتظر أن تُخرِج إلى النور النصَّ القانوني الصادر بالجريدة الرسمية منذ سنة 2003، والقاضي بإحداث أكاديمية محمد السادس للغة العربية التي أنيطت بها مهمة تنمية العربية وتحديثها وتطويرها وتقديم الاقتراحات في كل ما يتعلق بالنهوض بها وبتدريسها واستعمالها.
● كنا ننتظر من الحكومة أن تتخذ إجراءات ملموسة من أجل الشروع في فتح مسالك لتدريس العلوم بالعربية في المرحلة الجامعية الأولى بشكل تدريجي وفق ما نصَّ عليه الميثاق الوطني للتعليم (1999).
● كنا ننتظر من حكومتنا التي يقودها حزب يرفع شعار الهوية العربية الإسلامية ويحصد بسببها الأصوات الانتخابية، أن تتبنَّى رأي جميع خبراء التربية والتعليم في العالَم الذين يلحون على ضرورة غَمس الطفل في لغته الوطنية المشترَكة خلال مراحل التعليم الأولى (الروض والابتدائي).
ذلك أضعف الإيمان، إذا لم تستطع أن تضيف إلى المكتَسبات السابقة مقترَحاتٍ ولَمساتٍ من اجتهادها وإبداعها خدمة للغة الأمة.
فإذا بها تفاجئنا بمشروع قانون يخيِّب آمالَنا بشكل مؤلم، ويتحّدى كل هذه الانتظارات، ويضرب بها عرض الحائط جملة وتفصيلاً، ويتراجع عن كل المكتَسَبات السابقة، ويَنسف كل التجربة الطويلة التي اكتسَبها المغرب على مدى أربعة عقود تقريبًا في تدريس كافة العلوم بالعربية بمرحلتَي الابتدائي والثانوي. وقد كان على المغرب -عكس ذلك- أن يفتخر بها، ويعمل على تصديرها للعالم العربي ودول إسلامية كثيرة للاستفادة منها، أو يستمر في التشبّث بها على أقل تقدير.
وإذا بها أيضاً تفاجئنا بقرار يقضي بفرنسة تامة لكل مراحل التعليم وتزيد عليها ـ تطوّعًا منها وشَطارةً ـ فرنسةَ مرحلة الروض وما قبل التمدرس، في سابقة لم تحدث في تاريخ المغرب من قبل.
إنها حكومة التراجع عن كل المكتسبات التي حققها المغاربة في هذه الناحية بفضل نضالهم الطويل وكفاحهم المرير. حكومة تقول للآخرين: نحن أشطُ منكم وأقدر على فرنسة المغرب واقتلاع هويته من جذوره.
لا أنتظر اليوم شيئا.
أنتظر فقط حكم التاريخ وحكم الشعب”.