د.بنكيران يعلق على نشر أخطاء الشيخ القرضاوي -رحمه الله- في هذه الأيام

28 سبتمبر 2022 16:27
د.بنكيران يكتب: حادثة "فقيه بادية طنجة".. مقرئ القرآن وتهمة الاغتصاب

هوية بريس – د.رشيد بنكيران

السلفيون كباقي الناس، فيهم العلماء، وفيهم العقلاء، وفيهم الرحماء، وفيهم أصحاب الذوق السليم والخلق الحسن، وهم كثر ولله الحمد، وأيضا فيهم الجهال؛ قليلو العلم والحلم والحكمة والرحمة والأدب، وهم قلة ولله الحمد. وكذلك باقي التيارات الإسلامية الأخرى فيهم.. وفيهم..، بل هكذا جميع الناس لا يخلو فيهم من حكيم ومن سفيه.

حدث موت الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله أظهر منازل الناس ومعادنهم؛ فمنهم من تصرف بما يستوجبه الظرف الخاص الذي بذهابه لن يعود، فقال كلاما حسنا في حق رجل عالم مكثر اجتهد في مسائل يدور اجتهاده فيها بين الأجر والأجرين، ودعا له بالرحمة والمغفرة وأبرز محاسن الرجل الكثيرة وسكت عن مثالبه القليلة.

ومنهم من ولغ فيه وشنع عليه بذكر ما يراه من اجتهادات أخطأ فيها الشيخ القرضاوي ولم يرع له حرمة أثناء تشييع جنازته.
كان بإمكان هذا الصنف من الناس أن يصمت حينما لم يستطع أن يقول خيرا، ويراعي حينئذ مشاعر الملايين من المسلمين الذي تأثروا بوفاة الشيخ القرضاوي.
ثم وان كان لا بد من بيان أخطاء الشيخ رحمه الله واعتقاد وجوب ذلك فله في الأيام المقبلة فسحة إن كان من أهل العلم وتسلح بالإنصاف والعدل والنظر الصحيح، فليس كل ما يعلم يقال، والردود العلمية في أصلها أدوية، تعطى عند الحاحة إليها بقدرها. وكم من رد على بعض العلماء يخدم مشىروع أعداء الإسلام.

أما أن ينشر أخطاء الرجل إن وجدت في هذا الظرف الخاص بالذات تفقد أسس الرد العلمي والنظر المصلحي والحس الأخلاقي، فلعمري لا يفعل هذا إلا سفيه لا عقل ولا أدب، يتصدق بحسناته على الميت وهو أحوج إليها منه.

وأصدق وصف على هذا التشغيب الطفيلي الذي نراه من هذا الصنف من الناس في وسائل التواصل الاجتماعي ما جاء في الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ ، قَالَ : نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَذْفِ ، وَقَالَ : ” إِنَّهُ لَا يَقْتُلُ الصَّيْدَ وَلَا يَنْكَأُ الْعَدُوَّ، وَإِنَّهُ يَفْقَأُ الْعَيْنَ وَيَكْسِرُ السِّنَّ “.
والخذف هو رمي الحصاة، وهؤلاء بتصرفهم السيء يرمون كلاما يكسرون به نفوسا ولا يحرصون على هدايتها.

قولوا خيرا أو اصمتوا، ولكم بعد أن تهدأ النفوس الحق في الرد العلمي بقواعده إن كنتم صدقا ناصحين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M