د.بنكيران يكتب عن: التطليق للشقاق بطلب الزوجة

06 يناير 2023 18:44

هوية بريس – د.رشيد بنكيران

إذا قررت المرأة المتزوجة إنهاء العلاقة الزوجية لأسباب لا تتعلق بضرر وقع عليها من طرف زوجها أو ظلم منه، وإنما لأسباب نفسية خاصة بها؛
كفقدان الرغبة فيه،
أو لأنها لم تعد تراه مناسبا لها،
أو لأنها لم تعد تطيق خدمته وفق ما جرى به العرف،
أو غيرها من الأسباب الخاصة بها التي تقنعها ألا تستمر في العلاقة الزوجية.

فحينئذ -والحالة هاته- يجب على تلك المرأة شرعا -إن أصرت على الفراق- أن تسلك مسطرة طلاق الخلع، التي تفسح لها المجال لتحقيق رغبتها، لكن بأداء ما أوجبه الشرع عليها بأن تفتدي نفسها من زوجها بصداقها أو أقل أو أكثر(1).

وأي محاولة من الزوجة للاتفاف على ما أوجبه الشرع في تلك الحالة؛ بأن تسلك مسطرة التطليق للشقاق المستحدثة، التي لا تراعي الحدود الشرعية ومقتضياتها في جنس هذه الحالات…

فإنها إن تمكنت من أخذ الحكم بالتطليق للشقاق دون أداء ما أوجبه الشرع عليها فإنها تكون بذلك ظالمة لزوجها، آكلة لماله بالباطل.

والأخطر من هذا، إن الحكم الصادر بالتطليق في هذه الحالة دون رضا زوجها لا يقع شرعا ولا تزال على ذمة زوجها ولا تحل لغيره؛

لأن المحكمة ليس لها الحق شرعا ان تمارسها سلطتها وتقوم بتطليق الزوجة من زوجها إلا عند وجود سببه، الذي يتمثل إما في (إخلال الزوج بشرط من شروط عقد الزواج، وقوع الضرر منه، عدم الإنفاق، الغيبة، العيب، الإيلاء والهجر) كما نصت عليه المادة 98 من مدونة الأسرة، وإما بفسخ عقد النكاح بطلاق الخلع بشروطه المقررة أعلاه، أما عند غياب هذين السببين فلا سبيل شرعا للحكمة ولا سلطة لها بأن تفرق بين الزوجين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هامش:

(1) أصل هذا الحكم ما دل عليه القرآن مجملا: (فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا یُقِیمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡهِمَا فِیمَا ٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَعۡتَدُوهَاۚ)، وفصلته السنة النبوية كما جاء في الصحيحين وغيرهما عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مَا أَعْتِبُ عَلَيْهِ فِي خُلُقٍ وَلَا دِينٍ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ ؟ “. قَالَتْ : نَعَمْ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” اقْبَلِ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً “.
قلت: خلاصة ما قيل في قولها: “أكره الكفر في الاسلام” أي أنها لا تستطيع أن تنافق زوجها بمعاملته ظاهرا بالحسنى وهي باطنا مبغضة له لا تحبه.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M