د.بن كيران: الدعاء لغزة صار أمنية.. ومنابر صامتة تخذل الأمة!

هوية بريس – متابعات
في منشور مؤثر يعكس حجم الخذلان العربي الرسمي والديني تجاه معاناة الشعب الفلسطيني، عبّر الدكتور رشيد بن كيران، عن أسفه الشديد لصمت بعض المنابر الدينية عن الدعاء لغزة وأهلها في أحلك ظروفهم، مشيرا إلى أن الدعاء، الذي يفترض أن يكون من أضعف الإيمان، بات أمنية بعيدة المنال.
وقال بن كيران في تدوينة نشرها على حسابه بفيسبوك: “حينما يصبح أقصى ما يتمناه المأموم أن يسمع من إمامه وخطيبه دعاء خاشعا يرفع فيه ذكر أهل غزة المظلومين… ثم لا يتحقق حتى ذلك، فذاك مشهد موجع، لا يقل قسوة عن صوت الطائرات ولا صمت العالم”.
وحمّل بن كيران بعض خطباء المنابر مسؤولية تغييب صوت الضمير عن خطبهم، واصفا هذا الصمت بـ”السياسي المؤدلج والمتصهين”، قائلا: “أن يُحرم المأموم من مجرد الدعاء جهارا في يوم من أيام الله، فذاك يعني أن بعض منابرنا قد تسيست وتأدجلت وتصهينت”.
وتساءل الباحث في أصول الفقه ومقاصد الشريعة بألم عن “أي غربة وموات أصاب الأمة حتى غدا الدعاء نفسه مطلبا جماهيريا؟”، مشددا على أن الكارثة الحقيقية ليست في عجز الأيدي، بل في “خرس اللسان حين يقدر”، مشبّها الأمر بواحدة من أكبر صور الخذلان في زمن المحن.
وأضاف: “إن من علامات الحياة في الأمة أن يتحرك الدعاء حين تغلق الأبواب… وأن تبكي الأمة وتدعو على الأقل، فهذا أضعف الإيمان”.
وتأتي هذه الكلمات في وقت تتواصل فيه الاعتداءات الصهيونية الوحشية على قطاع غزة، وسط صمت دولي وعربي واسع، في مشهد يُعيد طرح تساؤلات مؤلمة حول دور العلماء والدعاة في دعم قضايا الأمة من فوق المنابر.