د.فاوزي: غلاء الأسعار لا يبرر السلب والنهب.. وما وقع بسوق “حد أولاد جلول” لا يمت بصلة لأخلاق المغاربة

21 فبراير 2022 08:44
سوق أسبوعي

هوية بريس – نبيل غزال

كشفت السلطات المحلية لإقليم القنيطرة بأنه تم، صباح الأحد 20 فبراير 2022، تسجيل تدافع ومشاحنات بالسوق الأسبوعي حد أولاد جلول، جماعة بنمنصور، بإقليم القنيطرة.

وعزت ذات السلطات أسباب الحادث إلى تصرفات انتهازية ومضاربات غير عادية في أسعار بعض المواد والمنتوجات الاستهلاكية من قبل عدد من الوسطاء، مما نتج عنه أحداث رشق بالحجارة عرفت مشاركة عدد من القاصرين.

وقد تدخلت السلطات المحلية والعمومية من أجل إعادة استتباب الأمن بالسوق الأسبوعي ومواجهة محاولات المضاربين في أسعار المنتجات والسلع المعروضة للبيع.

كما تم فتح بحث من طرف السلطات المختصة بغرض اتخاد التدابير اللازمة تجاه المخالفين وفق المقتضيات القانونية الجاري بها العمل. فتعليقا على حادثة النهب والسلب التي حصلت بسوق أسبوعي ضواحي مدينة القنيطرة.

وتعليقا على هذا الحادث الغريب عن المجتمع المغربي، قال د.يوسف فاوزي، إن “هذا السلب والنهب داخل في مفهوم الغصب؛ والغضب عند الفقهاء هو أخذ حق الغير قهرا دون موافقته.

وهذا الغصب حصل الاجماع على تحريمه؛ لقوله تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم : (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام )؛ وقال صلى الله عليه وسلم : (لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفسه) .

والمال المغصوب قد يكون عقاراً وقد يكون منقولاً؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً ؛ طوقه من سبع أرضين).

ويدخل في هذا كل ما فيه منفعة من مال أو عقار أو متاع أو طعام أو دواب أو غير ذلك.

وأضاف أستاذ الشريعة بجامع ابن زهر بأكادير بأن “الفقهاء نصوا على أن التوبة من هذا الغصب تكون بإرجاع الشيء المغصوب لصاحبه وطلب عفوه وصفحه؛ قال صلى الله عليه وسلم: (من كانت عنده لأخيه مظلمة؛ فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم [يعني يوم القيامة] إن كانت له حسنات؛ أخذ من حسناته وأعطيت للمظلوم، وإن لم تكن له حسنات؛ أخذ من سيئات المظلوم، فطرحت عليه، وطرح في النار، أو كما قال صلى الله عليه وسلم؛ فإن كان المغصوب باقياً؛ رده بحاله؛ وإن كان تالفا؛ رد بدله”.

ووجه الأكاديمي المغربي إلى أن “الذين نهبوا سوق الخضر بالسوق الأسبوعي يلزمهم رد ما نهبوه لأصحابه وإن تعذر عليهم رده بعينه ردوه بثمنه”.

وأكد أن هذه الواقعة للأسف لا تمت بصلة لأخلاق المغاربة؛ المعروف عنهم التضامن والتآزر في النوائب؛ وما ذنب أولئك التجار الصغار الذين اشتروا السلعة بالثمن ثم تنهب منهم؟؟!

إن غلاء الأسعار مرده إلى الجفاف وسوء أدب العباد مع الله سبحانه؛ هذا لا يعني الاستكانة للوضع وتبريره؛ وإنما النظر في خطوات عملية لرفعه ومنها:

– إقامة صلاة الاستسقاء.

– إحياء وظيفة الحسبة في الأسواق.

– تنبيه الناس إلى خطورة المعاصي على الفرد والمجتمع.

– محاربة جشع التجار وسماسرة الأزمات.

وختم د.فاوزي تصريحه لـ”هوية بريس” بقوله “السلب والنهب والثورة آثارها معروفة لا تصلِح وضعا ولا ترد حقا؛ بل هي بوابة الدمار وخير مثال على هذا دول الربيع العربي المشؤوم.

يجب على الناس أن يعلموا أن الفتنة لم ولن تكون طريقا للإصلاح؛ الإصلاح يبدأ من النفس أولا؛ أن تكون عبدا صالحا مع ربك ونفسك ومجتمعك؛ وبالله التوفيق”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M