د. محمد أبياط يكتب: سلطـان الخـوف

30 مارس 2020 23:18
اقتلاع الأصيل وزرع البديل

هوية بريس – د.محمد أبياط

في خضم الهجوم الشامل الذي يشنه وباء ‘كورونا’ على البشرية جمعاء، وفي مختلف أصقاع العـــالم، يتابع الناس الإعلام وما يرويه صحيحا وكذبا، واقعيا ومتخيَّلا، فيُحدث فيهم من صور الخوف وأشكال الفزع ما لا يُحصـر عقلا.

وعليه نتساءل:

– كم من سلوك نهى عنه الإسلام، فاستجاب الناس لبعضه، وعلى مهل وتدرج، فلما حضـر الخوف من ‘كورونا’ قي قلب الإنســان، استجاب له بسرعــة لم يستجب بمثلها للقرآن، ما ذكرني بقولة لسيدنا عثمان رضي الله عنه: “إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن”.

وحيث كان هذا السلطـان (سلطان الخوف) يتحكم فيه اللـه سبحـانه، فـهو عدل ورحمة للمسلمـين، وتأديـب وتربية للعالمين. فكيف تكـون أحوال العباد إن صار زمام ذلك السلطان بيد الإنسان لا قــدر الله!!..

لقد عجـز الرؤساء والملوك والدول والحكومات والمؤسســــات عن مواجهة سلطان ‘كورونا’، حتى كـاد وزير إيطـــالي أن يومن عندمـــا قال: “الأمر فوق طاقتنا، ولم يــبق إلا أن يتدخـل سلطان السماء”!.

وكم وددت أن يتذكرها المسلمون رؤساء ومرؤوسين، ويعلنوها إفاقة وتوبة ونصيحة !..

وإني لأتساءل:

كيف سكت قادة المسلمـين في العالم، وسكت إعلامهم أولا عـن ترغيب الناس عامــة في التواصل مع الواحد الأحد، العليم بكل شيء، والقادر عـلى كل شيء. وثانيا عن أمر المسلمين بكثرة السجـود، وقراءة القـرآن، والاستغفار، والصدقة، والتوبة من المظالـم، خاصة وقد التزموا بيوتهم. فحـريٌّ بالمسلمين أن يجعــلوا بيوتهم مساجــد وخلوات ومعابدَ تذكـر الله وتوحده وتسأله اللطف فيما جـرت به المقاديـــر، فإنه سبحانه لا يقال لــه: كيـف؟ وإذا أراد شيئا قال له كن فيكون.

فما أعجـل نَجاتَنا إذا عجلنـا بالجُثُو بين يديـه.. وما أطول بؤسنا وأوسع خسارتنا ما بقينا غافلين أو معرضين !

يـا من إلى رحمته المفَر***

ومن إليــه يلجأ المضطـر

أنت العناية التي لا نرتجي ***

حمــــاية من غير بابــها تجي

فما رَجت من خيـرك الظنون ***

بنفس ما تقول كن فيكون

 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M