رئيس النيابة العامة يستنهض العلماء لمحاربة الجريمة والتفاهة

هوية بريس – علي حنين
دعا محمد عبد النباوي، الوكيل العام للملك ورئيس النيابة العامة، العلماء والفقهاء إلى تحمل مسؤوليتهم في توعية المجتمع، مؤكدًا أن دورهم محوري في محاربة الجريمة والتصدي لظاهرة “التفاهة” التي باتت تهدد القيم الأخلاقية.
القانون وحده لا يكفي لمكافحة الجريمة
خلال كلمته، شدد عبد النباوي على أن تطبيق القوانين لا يكفي وحده للقضاء على السلوكيات المنحرفة، في إشارة إلى الحاجة الماسة لترسيخ القيم الدينية والأخلاقية في نفوس الأفراد.
وأضاف: “في مجتمع لا يتوفر فيه إيمان بالعقيدة، ولا يتقيد بالأخلاق الفاضلة، يتعذر على النظام القضائي تحقيق الغايات المرجوة منه، مهما كانت صرامته وشدته”.
محاربة التفاهة مسؤولية جماعية
كما أبدى رئيس النيابة العامة قلقه إزاء انتشار ظاهرة المحتوى التافه على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرًا أن هذه الظاهرة “تهدم الأخلاق والعقيدة، وتغير من حال المجتمعات نحو الأسوأ“.
وأكد أن الدولة يستعصي عليها ” أن تُطَهِّر هذا المشهد بالقانون وحده، سيما في والوقت الحالي الذي لا تتحكم فيه الدول في البرمجيات التي يتم عبرها نشر تلك المفاسد لأن مفاتيحها بيد قوى خارجية”.
وحث العلماء والدعاة على مواجهة هذه الموجة السلبية من خلال التوعية والتبليغ، مؤكدًا أن “قول العلماء يخاطب الضمائر والقلوب، وقد يصيب وطره بوازع التقوى والإيمان وخشية الله”.
وشدد على أن مواجهة هذه الظاهرة لا يمكن أن تعتمد فقط على القوانين الزجرية، بل تحتاج إلى مجهود فكري وثقافي واسع، حيث قال:
“نعتقد أن الدعوة والتبليغ بأخلاق الإسلام، قد تجعل بعض صناع المحتوى يراجعون ما ينشرون، في اتجاه تحري الصدق، وتجنب القذف والسب والمساس بالأعراض، أو التشجيع على المساس بأمن الناس وسكينتهم. أو على الأقل تجعل بعض الذين تصلهم هذه الدعوة يكف عن تشجيع المواقع الهدامة، وذلك بالامتناع عن الاطلاع عليها، حتى لا تجد مورداً مالياً بسبب عدد زيارات الموقع، أو الاشتراكات فيه“.
التوعية.. سلاح ضد الجريمة
وفي سياق حديثه عن الجريمة، أكد عبد النباوي أن العلماء يمكنهم المساهمة في الوقاية من الجرائم التي تهدد الأمن العام، مثل ترويج المخدرات والاعتداء على الممتلكات والأشخاص، عبر نشر الوعي بالقيم الإسلامية التي تحث على الأمانة والعدل.
وفي هذا الإطار قال رئيس النيابة العامة:
“إن رسالة العلماء وهي رسالة الإصلاح، لا تقف عند حدود ذلك المثل البسيط للمنازعات القضائية، ولكنها تمتد لتنبيه الناس إلى مصادر الإجرام فتجتثها من منابعها، كما هو شأنهم في مناهضة الإرهاب والفكر التكفيري”.
القضاء والعلماء.. تكامل ضروري
واختتم رئيس النيابة العامة كلمته بالتأكيد على ضرورة تعاون القضاء مع العلماء والفقهاء لتحقيق العدالة، قائلًا:
“إذا كان إقامة العدل من مهام الدولة، وتحتاج لقوة السلطان، فإنها بحاجة كذلك للتوعية الدينية والأخلاقية، لأن القانون وحده غير قادر على ضبط سلوك الأفراد بدون وازع داخلي من العقيدة والأخلاق”.
سياق كلمة رئيس النيابة
جدير بالذكر أن هذه الكلمة لرئيس النيابة العامة، محمد عبد النباوي، جاءت في إطار اللقاء التواصلي الذي نظمه المجلس العلمي الأعلى، اليوم الأحد 9 فبراير 2025، في العاصمة الرباط، حول مشروع “خطة تسديد التبليغ”، والذي عرف مشاركة عدد من الشخصيات البارزة، التي ألقت مداخلات بهذه المناسبة، من ضمنها وزير التربية الوطنية سعد برادة، وفوزي لقجع الوزير المنتدب المسؤول عن الميزانية، وزينب العدوي رئيسة المجلس الأعلى للحسابات، ومحمد عبد النباوي، الوكيل العام للملك ورئيس النيابة العامة، وفيصل العرايشي المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
كما حضر أيضا رئيس الحكومة السابق، سعد الدين العثماني، وادريس الضحاك، الأمين العام السابق للحكومة.
هؤلاء العلماء بحاجة إلى دعم الدولة لكي يبلغوا الرسالة، لقد لعبت دور القرآن دورا هاما في محاربة الجريمة من خلال الدعوة إلى الله تعالى والأخلاق الإسلامية وتاب كثير من المجرمين، لكن حوربت هذه الدور وأغلقت وافتري على أصحابها حتى صار هؤلاء الدعاة المصلحون في نظر كثير من الناس هم المجرمون، والله المستعان.