سوق الصالحين بسلا.. روائح كريهة ومخاطر تهدد سلامة الأطفال ومرتادي السوق (صور)

هوية بريس – متابعات
رغم ما شهده سوق الصالحين بمدينة سلا من إعادة تأهيل في إطار مشاريع ملكية كبرى هدفت إلى إعادة هيكلة الفضاءات التجارية وتحسين البيئة الحضرية، فإن الوضع الراهن يعكس واقعا محبطا لم يكن في الحسبان.
فالسوق الذي افتُتح في أجواء احتفالية وبتطلعات كبيرة، بات اليوم يعاني من مشاكل متراكمة لا تُحصى، تزداد حدتها يوماً بعد يوم، في ظل غياب العناية الكافية من الجهات المسؤولة، مما يثير قلق التجار والساكنة ومرتادي السوق.
أبرز ما يلفت الانتباه عند دخول السوق هو الروائح الكريهة المنبعثة من حاويات القمامة المنتشرة بمحيطه وممراته، حيث تغيب النظافة الدورية والصيانة الضرورية، لتتحول هذه الحاويات إلى مصدر تعفن وتكاثر للحشرات والجراثيم، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف.
والمثير للقلق أن هذه الروائح تمتد لتصل إلى الحديقة المجاورة للسوق، التي باتت تعد أبرز متنفس لساكنة أحياء تابريكت وحي الابعاث وحي السلام، لتتحول هي الأخرى إلى فضاء موبوء غير صالح للجلوس أو التنزه.
وإلى جانب إشكالية الأزبال، رُصدت أنابيب حديدية مكسرة في ممرات السوق وحديقته، تُركت بدون إصلاح منذ شهور، ما يشكل خطراً داهماً على صحة وسلامة الأطفال وعموم رواد السوق.
وفي ظل غياب علامات تحذيرية أو تدخل عاجل من الجهات المختصة، يظل احتمال وقوع إصابات وارداً في أي لحظة، وقد رصدت “هوية بريس” حوادث في هذا الصدد وإصابات طالت أطفالا ويافعين، ما يتطلب تدخلاً مستعجلاً قبل حدوث ما لا يُحمد عقباه.
ولا تقف الإشكالات عند الجانب البيئي أو البنيوي، بل تمتد إلى ما هو أعمق اجتماعياً واقتصادياً، خاصة فيما يتعلق بعملية توزيع المحلات داخل السوق، التي لا تزال تُثير الكثير من الاستياء والنقاشات، في ظل اتهامات بغياب الشفافية والإنصاف.
العديد من التجار الذين انتظروا لسنوات الاستفادة من هذه المحلات وجدوا أنفسهم خارج العملية، مقابل حصول آخرين لا تربطهم علاقة سابقة بالسوق، وفق شهادات محلية متواترة.
هذا الواقع خلف شعوراً بالغبن وفقدان الثقة في المؤسسات المسؤولة عن الملف، وهو ما يستدعي تحقيقاً إدارياً شفافاً يعيد الحقوق إلى أصحابها ويصون هيبة المشروع.
كل هذه المظاهر السلبية تطرح علامات استفهام كبرى حول مصير المشاريع الملكية بعد تسليمها، إذ يبدو أن كثيراً منها يُهمل مباشرة بعد افتتاحه الرسمي، دون توفير آليات مواكبة وصيانة ومراقبة تضمن استمراريته وتحقيق أهدافه.
وهو ما يجعل أصواتاً محلية ترتفع مطالبة بفتح تحقيق شامل في الوضع الحالي لسوق الصالحين، والوقوف عند مكامن الخلل، ومحاسبة كل من يثبت تقصيره أو تورطه في الإهمال.