سيرة المتجبرين في الأرض بغير حق هي هي…

هوية بريس – محمد بوقنطار
لا تتبدل ولا يتغير أهلها بجريان الزمان والانتقال من منكب إلى مكان، لقد ذكرني وقوف الرئيس الأمريكي “جون بايدن” بين قومه مخاطبا إياهم في عتو كبير، ومطمئنا الكيان الغاصب في بداية العدوان على غزة العزة قائلا: “سوف نهزمهم ولو كان معهم الله” نعم ذكرني هذا الخرص بأقوال أسلافهم من أهل القرى الذين بغوا وتجبروا وعاتوا في الأرض فسادا ثم كان لهم ربهم بالمرصاد وسلط عليهم سوط العذاب، إنها نفس المواقف ونفس المعاني ولو تغير سياق المباني، فكلها كلمات خرجت من نفوس موبوءة غرها بربها الكريم جميل حلمه، وعظيم كيده، وبالغ استدراجه، لتذهب مذهب الطغيان والإتراف المبين، ثم ليصير حال دولتها إلى أثر بعد عين مصداقا لتخبيره جل في علاه: “كم تركوا من جنات وعيون، وزروع ومقام كريم، ونعمة كانوا فيها فاكهين، كذلك وأورثناها قوما آخرين، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين“. سورة الدخان19.
واسمع في هذا الدرك والجحود لقول من أقوال أسلاف هذا الخلف المعتوه المتلبس بجنون العظمة ووباء التجبر والبغي والطغيان، يحكيه لنا القوي العزيز الحكيم في كتابه العظيم مصحوبا باستدراكه الماتع المانع الفازع:
﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾.