شحرورٌ آخر على السفود

07 فبراير 2025 18:32

هوية بريس – د.سامي عامري

يوسف أبو عواد -أحد الشحارير الذين تم توظيفهم لنشر الإبراهيمية- اعترض على المنشور السابق، متهمًا إيّاي أنني اقتطعت كلامه من سياقه.. وطبعًا لا بدّ أن يستعمل شتيمة “السدنة” أخت “الكهنة”و”الكهنوت” لتمرير نقضه لإجماع الأمّة؛ فالقوم لا يملكون غير تشويه تاريخ الأمّة العلمي بتشبيه الأئمة أو من ينقل عنهم بالسدنة والكهنة..

س- هل اقتطعت الكلام من سياقه؟

ج- المقطع الذي عرضتُه (بالصوت والصورة) يبدأ بسؤال المذيع، وينتهي بجواب الضيف.. فسياقه واضح بلا ريب.

س- هل حكم أبو عواد بنجاة القائلين بالتثليث؟

ج- قال أبوعواد صراحة إنّ عامة النصارى لا يعملون وفق التثليث.. وإنّ من قال بلسانه إنه يؤمن بالآب والابن والروح القدس ولم يعمل وفق ذلك فهو ناج!

النتيجة عامة نصارى الأرض من الناجين!

أين تحريفي لكلامه!

والحقيقة هي أنّ الرجل حرّف واقع النصارى، واتهمهم بما يأبونه، وهو إخلاصهم لعقيدتهم!!

س- لكنّ الضيف قال إنّ “قالوا” في قوله تعالى: ” لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ” لا تعني قالوا ولكن تعني فعلوا!

قلتُ: الآية تقول “قالوا”.. وما فهم أحد من أهل اللسان منها غير ذلك.. وتحريف صريح الكلم إلى معان بعيدة، أمر يأباه اللسان العربي، وهو منهج الباطنية قديما وحديثا.. وما أتى رجل بضلالة إلّا وبحث لها في كتاب الله عن مسوّغ بتحريف الكلم عن دلالته الشرعية ..

ثم أين هذا المعترض من قوله تعالى: “يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم”.. فجعل مناط الكفر *قول الكلمة* لا *فعل الكلمة*.. فهل سيقول إنّ “الكلمة” هنا هي “فعل” الكفر، بعدما حرّف دلالة كلمة “قالوا”!؟

س- ولكنّ الضيف قال إنّ الشرك كفر لاقتضائه تعدد مناهج الحياة لتعدّد الآمرين .. ويلزم من كلامه أنّ من قال بقول مجمع نيقية إن يسوع “إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء. ” ومجمع القسطنطينية الأول إن الروح القدس هو “الرب المحيي المنبثق من الآب. نسجد له و نمجده مع الآب والابن” “τὸ Κύριον, τὸ ζῳοποιόν, τὸ ἐκ τοῦ Πατρὸς ἐκπορευόμενον, τὸ σὺν Πατρὶ καὶ Υἱῷ συμπροσκυνούμενον καὶ συνδοξαζόμενον”، دون أن يعمل “بمناهجهما” أنّه ليس بكافر؟

ج- قد سمعتُ ذلك، وتجاوزته -على شناعته- لأنني أردت الاقتصار على شنعة واحدة من شنائع الضيف.. والحقيقة هي أنّ قوله من صريح نقض الدين وهدم التوحيد؛ فإنّ عامة المشركين في الأرض ما كانوا يؤمنون بآلهة متساوية قدرًا، وإنّما آمنوا بإله أعلى، وآلهة دنيا توصل إليه، أي ما يُعرف بـ Henotheism ؛ فالمنهج للإله الأعلى، والآلهة الدنيا وسائط..

كما أنّه يلزم من كلام المتحدّث في الفيديو أنّ من آمن بآلهة متعددة، ورفض أن يطيع بعضها لأنّ التشريع مختص بأحدها، أنّه مسلم موحّد.. ولكلامه لوازم أخرى شنيعة لا تزيد هذا “المبرهم” إلّا رهقًا، منها إنكار أنّ مقالة الشرك فيها تكذيب لخبر القرآن، وأنّها تقتضي عادة تعدّد القدماء…

أخيرًا.. إذا أرادوا إرهابكم بعبارة “دين الكهنوت”.. فقولوا لهم: بل لهذا الدين رجال من الأئمة والمحققين -كابن عباس والثوري ومالك والشافعي- قد جمعوا العلم والتقوى، قال فيهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “يحمِلُ هذا العلمَ من كلِّ خلَفٍ عدولُه ينفونَ عنهُ تحريفَ الغالينَ وانتحالَ المبطلينَ وتأويلَ الجاهلينَ” هم الهداة.. وأمّا من أمسك قاموسًا بيده يفسّر كلام الله بهواه على طريقة ذرية atomistic تضرب القرآن ببعضه وتنتهي إلى تهوين أمر الشرك؛ فهو رأس في الضلالة.. وما لم يكن عند الصحابة دينًا، فلا يكون اليوم دينًا وإن رُصدت له الدراهم ضمن مشروع “الإبراهيمية الشرق أوسطية”..

تنبيه.. حتّى لا تتخطّفكم كلاليب “الإبراهيمية” المارقة؛ فإنّ إبراهيم عليه السلام منها براء…

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. اللهم لا دين إلا دينك. دين الله من عهد آدم إلى محمد صلى الله عليهم وسلم إلى قيام الساعة دين واحد، ألا وهو الإسلام؛ الذي هو عبادة الله وحده وعدم الشرك به واتباع الرسل الكرام.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
15°
15°
الإثنين
15°
الثلاثاء
17°
الأربعاء
17°
الخميس

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M