شهادة لله ثم للتاريخ.. بعد التمادي في التحريض على الربانيين والأخيار ماذا عن علماء أهل الدار!؟

هوية بريس – ذ.ادريس ادريسي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛
إذا كان من المسلمات البدهية أن نؤكد على أن معظم العلماء والخطباء الذين تتم شيطنتهم والتحريض عليهم هم من ذوي الكفاءات العلمية وممن اشتهروا بين الناس بسلامة المنهج والاستماتة في الدفاع عن الثوابت الدينية والوطنية وفي مقدمتها إمارة المؤمنين والمؤسسة الملكيه، فإنه يحق لنا ها هنا أن نتساءل عن حقيقة علماء المؤسسة العلمية ممن تحملوا أمانة الدعوة والتبليغ نيابة عن الأمة المغربية؟
ولهذا سأحاول في هذه المقالة المختصرة أن أذكر أصناف هؤلاء وبعض صفاتهم لا للتنقيص منهم أو الطعن فيهم وإنما للتعريف بهم مع التنبيه على بعض الأمراض التي أصابت هذه المؤسسة العتيدة، عساها أن تستدرك في قادم الأيام، معتمدا في ذلك على ما عاينته وما شاهدته بلا ظلم أو تحريف، ودون كذب أو تزييف، ومسترشدا في ذلك بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)، وهؤلاء العلماء كالآتي:
الصنف الأول: أهل الزيغ والضلال الذين يقودون مشروع العلمنة، وهؤلاء هم الذين يحاربون المنابر الدعوية والكتاتيب القرآنية ويحرضون على الربانيين من العلماء والصادقين من الخطباء ويعملون على شق الصف ونشر الفتنة في المجتمع، ولم نعد بعد اليوم بحاجة إلى بيان حالهم أو التحذير من شرورهم فقد أظهر الله خبث ما في قلوبهم وأجراه على ألسنتهم (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم)، وهذه البطانة وإن كانت قلة معزولة داخل المؤسسة إلا أن معظم قرارات الشأن الديني بأيدهم وتحت أوامرهم.
وجدير بالذكر أن أنبه ها هنا إلى أن المسؤول الأول عن تزوير ملفات التأهيل من حملة لواء هذا التيار، وأحد المنتجين لخطابه والمبشرين بمشروعه ورؤيته؛
الصنف الثاني: فئة اشتهرت بين الناس بالانحراف الفكري والأخلاقي مع ضعف التحصيل العلمي، ويكفي أن أمثل لهذا الصنف برئيس مجلس محلي رفض المجلس الجهوي تزكيته واقترح بديلا له وفي آخر اللحظات قبل التعيين يأتي القرار من تيار العلمنة بفرض تعيين الأول مع أن خبر ضلاله وانحرافه متواتر بين العامة والخاصة، وكذلك كان؛
الصنف الثالث: فئة من العلماء ليس لهم من العالمية إلا العمامة التي على رؤوسهم لا يستطيع أحدهم أن يركب جملة مفيدة ومع ذلك يحدث في دين الله العامة والخاصة من الناس، وهذا الأمر ليس غريبا عن مؤسسة باتت التعيينات في بعض مجالسها تعتمد على الولاءات لا على الكفاءات وتشترط في العلماء القبول بتمرير الخطاب لا القدرة على إحيائه وتجديده، ومن طلب دليلا على ما نقول أعطيناه عشرة ومن استزاد زدناه؛
الصنف الرابع: جمع غفير من الربانيين والصادقين وأصحاب الكفاءة والصالحين، يتباينون فيما بينهم في الدرجات العلمية ويتفاوتون في المقامات الإيمانية والأخلاقية، ويتوحدون جميعا في محبة الخير للناس والانتصار للهوية الإسلامية والدفاع عن الثوابت الدينية والوطنية، وفي مقدمة هؤلاء الإمام المجدد، أسد الشرق ومفخرة المغرب، المرابط على ثغر الأسرة والحامل للواء الدفاع عن قضايا الأمة، ومثله وقريب منه في الخير كثير وكثير وإن لم نذكر أسماءهم فإنه لا يخفى على المنصفين عطاءهم وآثارهم، وهؤلاء وإن صمتوا عن باطل فلم ينكروه وعن فجور في الخصومة ولم يقوموه إلا أنهم غير راضين عن ذلك وحاشاهم أن يكونوا من أصحاب الأهواء أو ممن يسير في ركبهم أو يرضى بنهجهم وطريقتهم، إلا أنه كما يقال “ليس باليد حيلة“.
والله الموفق للصواب، وصلّ اللهم وسلم وبارك على محمد.