صلاة الجماعة الأسرار الخفية والأجور المنسية

هوية بريس – ادريس ادريسي
نصيحتي لك أخي الحبيب؛ قبل أن تشكو التعب وغيره من الأعذار التي تحول بينك وبين الصلاة في المسجد، تأكد أن ذلك كله في بدنك لا في قلبك، إذ السير إلى الله يكون بالقلوب لا بالأبدان، ألا ترى أن الله إنما ذم المنافقين لما في قلوبهم من أمراض قعدت بهم عن الطاعات وصرفتهم عن مواطن الخيرات (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى)؛ كسالى مع أنهم أصحاء الأبدان (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم)؛
واعلم أنه على قدر سلامة القلوب وطهارتها من أدران الذنوب والمعاصي يكون سيرها إلى الله وتعلقها ببيوت الله، وحسبنا في ذلك بيانا وتحفيزا قوله صلى الله عليه وسلم “في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ورجل قلبه معلق بالمساجد“.
وهل يكون التعلق بالشيء إلا بعد الحب الشديد له والتخلص من حب ما سواه (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر وإقام الصلاة)؛
وإن طلبت مني أخي الكريم سرا من أسرار هذه العبادة التي قعد عنها كثير من الناس مع مافيها من الأجور والكنوز فأقول: “عليك بالوضوء في البيت والتزين بأجمل ما عندك من الثياب ثم انطلق في سكينة ووقار فأنت في ضيافة الحليم الكريم “من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا كلما غدا أو راح“.
واحرص أن يؤذن لك في المسجد ما استطعت وعليك بالدقائق الغالية التي تفصل بين الآذان والإقامة اغتنمها في الذكر والصلاة وأكثر فيها من الدعاء بإلحاح وانكسار وذل وافتقار وداوم على هذا الحال إلى أن تأتيك البشارة (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك) يبشرك بالاستجابة لدعائك وتحقيق أحلامك ورغباتك؛ يبشرك بزوال همك وتفريج كرباتك، يبشرك بقضاء دينك وغفران ذنبك، يبشرك…!! فقط عليك أن تداوم على هذا الحال وتدعو وأنت موقن ولا تستعجل!!”.
وموازاة مع ذلك كله احرص على مصاحبة أخلاق المسجد لتعامل بها الناس في حياتك اليومية فتكون بذلك قدوة لغيرك شاهدا على عظمة دينك وهدي نبيك صلى الله عليه وسلم واحذر أن تلقىاهم بغير ذلك فتصدهم عن السبيل!