طوطو “السلگوط”.. سخط عارم يسائل الأمن الأخلاقي للمغاربة؟

هوية بريس – عبد الله المصمودي
أثار الحفل الذي أحياه مغني الراب المغربي الملقب بـ”طوطو” ليلة السبت بمنصة السويسي ضمن فعاليات “مهرجان موازين”، سخطا عارما لدى شرائح واسعة من المغاربة.
وتساءل الكثيرون عن الهدف من الاحتفاء بمثل هذا الرابور المثير للجدل، والذي يجاهر بتعاطيه المخدرات وتدعو مقاطِعُه إلى أنواع من السلوكيات المنحرفة، خصوصا وأن غالب جمهوره من اليافعين، وأنه زاد في التطبيع مع “قلة الحياء” والفجور، فكتب على صدر قميصه عبارة “SALGOT سلگوط”.. فهل هي خطوة لـ”سلگطة المجتمع”، وألا يهدد هذا الانحراف الأمن الأخلاقي للمغاربة؟ هكذا تساءل معلقون.
الأستاذ عبد الوهاب السحيمي كتب تعليقا على ذلك “عندما يرتكب شاب أو يافع خطأ ما في الشارع، يسارع الجميع إلى تحميل المدرسة المسؤولية ويتهمونها بأنها لم تعد تقوم بدورها التربوي.. اليوم، هذا الشخص.. “يُغني” أمام عشرات الآلاف من الشباب واليافعين والأطفال، وبطبيعة الحال كلامه يناقض تماما ما يُعلم لهؤلاء الأطفال ويُلقَّن لهم في المدارس”.
وأضاف الناشط الحقوقي في منشور له على فيسبوك “إذا كان لهذا الشخص جمهور يتابعه، فمن الممكن تنظيم حفله في قاعة مغلقة حتى نحمي الأطفال واليافعين من خطر كلامه السوقي والنابي”، مردفا “أما منحه أكبر ساحة في الرباط، وهي ساحة السويسي، فهذا يُعتبر فرضا لما يقدمه على عموم الناس”.
ثم تساءل السحيمي “دبا ما الفرق بين هذا الشخص وذلك الشاب الذي جرى اعتقاله في طنجة بعد ضبطه وهو يقدم أغانٍ غير أخلاقية أمام الأطفال؟”.
أما الأستاذة حليمة الشويكة فكتبت “لا أستغرب من ظاهرة طوطو وحجم جمهورها.. لأنها النتيجة الطبيعية للفراغ الذي نتحمل جميعا مسؤوليته.. والنتيجة الطبيعية للإفساد الممنهج والمتواصل على مدى سنوات للذوق العام”.
وأضافت النقابية في منشور لها على فيسبوك “جيل طوطو جيل تائه اجتماعيا لأنه تُرك لمصيره عندما استقال الجميع من أداء وظيفة الإدماج الاجتماعي، وعندما أصبحت التربية مهمة تقليدية ومهينة يشمئز منها الجميع.. عندما أصبح الحل الوحيد للتخلص من متاعب التربية والتوجيه و التهذيب هو تمكين طفل وُلد بعد الـ2000 من شاشة صغيرة تصنع وعيه في غفلة من والديه ومجتمعه… وعندما استهان الجميع بأدوار المدرسة والمدرس وأدار ظهره للتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي لأنه دون مستوى تطلعات النخب المرموقة”.
هذا الفراغ حسب الأستاذة الشويكة “وهذا الإهمال نقل مهمة التأطير إلى أطراف أخرى ملأت فراغا طبيعيا لدى الجيل الناقم الساخط والمقهور.. الجيل الذي وجد ضالته في الكلمات النابية لأنها أقوى دلالة ليعبر من خلالها عن مأساته الخفية.. مأساة يشترك فيه شاب يتابع دراسته في معهد عالي وآخر تؤويه أزقة ودروب حيه الهامشي بين سماسرة التخدير والغياب في عوالم التيه”.
السياسي حسن حمورو، كتب هو الآخر “مكاين لا جيل طوطو ولا زطوطو… كاين محاولات لفرض نموذج على المجتمع ومحاولات تسويق الأمر على انه ذوق وتوجه جيلي.. هادشي نظرو ليه فاطار ما يسمى بالتحديث القسري.. وغايته ابعاد الناس عن المعنى وعن الصلاح”.
الأستاذ الباحث عبد السلام أجرير، علق مستنكرا “أن يجاهر مغن ماجن يصرح بنفسه رسميا أنه يتعاطى المخدرات، ويجاهر من على خشبة مسرح دولي عالمي بأنه “سلگوط” (أي فاسق يرتكب الموبقات) ويكتبها فوق صدره، ويفتخر بذلك، ثم ينقل حفله بحاله هذا في وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية، فإن هذا لعمري منتهى المنكر الذي ما بعده منكر!”، مردفا “تخيلوا أن يكون قدوة الشباب “سلگوطا” وبشكل رسمي؟!”.
وعلق آخر بأن “مهرجان موازين” صار يخدم أجندة لسلگطة المجتمع المغربي، معقبا “اييه يا مغرب الحضارة صار فيك التطبيع مع القذارة شهرة وشطارة”.
هذا وعرفت الدورة الأخيرة لهذا المهرجان الكثير من صور المجون والفجور، وهو الأمر الذي اعتاد المغاربة استنكاره والتساؤل حول من يفرض عليهم ذلك بعرضها في قنوات التلفزة الرسمية الممولة من جيوبهم؟ وهل يدخل هذا المهرجان ضمن آليات “النموذج التنموي الجديد”؟!!