عجيبةٌ هي قصة قيصر سوريا..

هوية بريس – تسنيم راجح
عجيبةٌ هي قصة قيصر..
عجيبٌ أثر أن يقوم الإنسان الواحد بكل ما يستطيعه، يجاهد بكل شيء ممكن مهما بدا ضعيفاً، في مساحة الممكن له، وكيف يغير عمل إنسانٌ واحدٌ المعادلة تماماً حين يقوم بذلك..
قيصر كان إنساناً ضعيفاً في مكانٍ ضيقٍ ومساحةٍ محدودةٍ أمام نظامٍ مجرمٍ تتآمر دولٌ لدعمه وتصمت دولٌ أمام إجرامه.. كان فرداً واحداً يرى الظلم و يخاف على أمنه وعلى أسرته وعلى مستقبله وبيته ومصيره، لكنه مع ذلك لم يسكت ولم يستطع أن يستمر بإقرار الظالم ومساعدته!
كان بإمكانه أن يقول أنه مجبر أو خائف أو مهدد، كان بإمكانه أن يصمت كما فعل كثيرون كثيرون..
لكنّه خبأ الصور في الخبز وفي الثياب وخاطر بكلّ شيء، كان صوت من لم يستطع أن ينقذهم، كان صرختهم التي أراد المجرمون إسكاتها في الأقبية وتحت وطأة التعذيب والتجويع..
إنه يخبرنا أن لو فعل كلٌّ منا ما يستطيعه في مساحته لتغيّرت كل المعادلات، قيصر يقول للجبناء والصامتين والخائنين والمنافقين في كلّ مكانٍ ألا عذر لكم!
ما عذر من يغضّون البصر ويستسلمون أمام حال أمتهم دون أي حراك؟ ما عذر من يخشون فقدان المتابعين؟ ما عذر من يخشون عقوبات فيسبوك وانستغرام ويوتيوب؟ ما عذر من يخافون نقص أموالهم؟ من سكتوا للظالم وعلى الظلم ليتقرّبوا من حاكمٍ أو يأخذوا تسهيلاتٍ أو يزيدوا في سلطةٍ أو شهرةٍ أو منصب؟ من لما يحاولوا يوماً أن يحتالوا على القيود ليرفعوا الظلم ولو بكلمة؟
القصة تقول لك أن تنظر في مساحتك الممكنة، ما هي قدراتك فعلاً؟ ما الذي تستطيعه أنت لتغيّر؟ بذكاء وحكمة وصبر وتأنٍّ، اعمل وأثر، لكن لا تتوقف ولا تستسلم..