عصابة تستهدف الوحدة الدينية والروحية للمغرب

هوية بريس – نبيل غزال
حالة من السعار أصابت مؤخرا بعض لادينيي المغرب، فباتوا يخبطون خبط عشواء، مهاجمين كل الثوابت ومشككين في كل العقائد ومزدرين كل أحكام الإسلام.
إلى درجة أن خرج أحد “وجوههم” وادعى “بلا حشمة بلا حيا” بأن الظلم النازل على 99 في المائة من نساء وأطفال المغرب سببه صحيح البخاري، إيْ والله كذلك قال!!
وكأن المرأة التي يتم استغلالها في المعامل والمقاهي والمطاعم، ويتم تشغيلها لأكثر 12 ساعة في اليوم، دون تغطية صحية ولا حقوق مهنية؛ سببها البخاري!!
وكأن النساء المغربيات اللاتي يتم استغلالهن في الحانات ودور الدعارة والفنادق، والملاهي الليلية؛ سببهن البخاري!!
وكأن الفتيات المتوجهات لدول الخليج وتركيا وإفريقيا وكيان الاحتلال لممارسة الدعارة سببهن البخاري!!
وكأن المرأة المغربية التي يتم تهجيرها لتجني الفراولة بحقول إسبانيا فتقع تحت وطأة التعذيب والاستغلال وشبكات الدعارة والفساد؛ سببها هي الأخرى: البخاري!!
وكأن الزوجات المعنَّفات من رجال “مقرقبين” ومخمورين سبب معاناتهن ومحنتهن: كتاب البخاري أيضا؟!
بالله عليكم هل يملك هذا الإنسان مسكة من عقل أو مزعة من حياء، أم تراه “طالق السلوكية” مذ أن ادعى بأن أفلاطون قطع البحار وجاب الصحاري ليقف عند أقدام علماء أمازيغ في ليبيا ليحلوا له مسألة حسابية تعذر عليه حلّها..
وحتى لا نتيه مع الطلقات العشوائية لهذا الفصيل التي لا تنتهي، ونكون موضوعيين في تحليل ما يتم عرضه أمام الجمهور بدعوى “الحداثة” و”التجديد”.. فيجب أن ننتبه إلى أن نقدهم للتراث لا يقتصر على بعض الأحاديث أو الأحكام المشكِلة، ولا على صحيح الجامع للإمام البخاري، ولا على صحيح مسلم وعلى موطأ الإمام مالك، ولا على غيرها من كتب الحديث والسنة، ولا حتى على كتاب الله تعالى، القرآن الكريم، وما ورد فيه من عقائد وأحكام وشرائع وقيم، فنقدهم يطال بالأساس الإسلام كدين، إذ يعتبرونه متجاوزا ورجعيا أيضا..
كما أن عداءهم لا يقف عند حد كراهية الحركات الإسلامية بكل أطيافها وتوجهاتها، بل يتجاوز ذلك لإعلان الحرب على المؤسسات الدينية الرسمية للدولة كالمجلس العلمي الأعلى بالمغرب والأزهر الشريف بمصر..
من أجل هذا سبّ ذلك الشخص الذي سبق له ووصف رسائل رسول الله ﷺ بالإرهابية الأزهرَ ووصفه بـ”غير الشريف”، وهاجم المجلس العلمي الأعلى لكونه -وفق قوله- يقف ضد حرية الكفر بالله، وكتب في أكثر من مناسبة بأن الدين صناعة بشرية محضة، وأن الإسلام لم يأت للأمازيغ، وأن المشكلة ليست في المسلمين فقط بل تكمن في صميم الدين الإسلامي وبين ثنايا نصوصه!!
كما ادعى أحد هؤلاء المتجاسرين أيضا بأن الرسول ﷺ ليس أفضل البشر ولا إماما للمرسلين.. وأن ممارسة الدعارة ليست حراما بمنطوق القرآن!
وأضاف آخر بأن الشريعة لا تعارض “الممارسات الجنسية خارج إطار الزواج”!! وأن الأحاديث النبوية الشريفة تتحمل المسؤولية الكبرى في احتقار المرأة وفي الجرأة على اغتصابها!!
ومن خلال المتابعة والاستقراء وبعض الاعترافات التي يتم الإدلاء بها في مناسبات عدة فتصريحات هؤلاء ليست من باب قلة النضج والنزق الأيديولوجي العابر، لا أبدا، بل إنها تصدر عن عمل منظم لعصابة تستهدف الوحدة الدينية والعرقية والمذهبية للمغاربة، وتعمل ليل نهار على زعزعة معتقداتهم، مستغلة كل الوسائل الثقافية والفكرية والإعلامية والرقمية، وقد سبق أن كشف ذ.سالم المعطاوي بعد التفاصيل حول هذه العصابة بعد أن انفصل عنها لأسباب ذكرها.
والطامة الكبرى هي أن تمرر أفكار هذه العصابة من جيوب المغاربة وبواسطة المال العام.. ويتم استقبال على بلاطوهات “قنوات وطنية” وجوه تروج للإلحاد وتزدري الديانة الإسلامية “على عينك أبنعدي”.. وبعد كل هذا نتساءل كيف ينمو الفكر المتطرف ويعشش في المجتمع!!
هذه الأفكار التي يتم التغاضي عنها والتسامح معها ولا يتابع أصحابها بما هو مسطر في القانون الجنائي، هي أحد أبرز أسباب نمو الفكر المتطرف في المجتمع، فكل فكرة تقابلها أخرى مساوية لها في القوة معارضة لها في الاتجاه، وما لم تتدخل الجهات المعنية لحماية وحدة ودين المغاربة أمنهم الروحي، فإن هذا سيخلف شعورا سلبيا لدى المواطنين، ويحفزهم للتحرك، وهنا مكمن الخطر، حيث يصعب الضبط ويتعسر التحكم..
من أجل كل هذا يتعين على المؤسسات الوصية على الشأن الديني أن تضطلع بمسؤولياتها ومهامها؛ وتقف في وجه الأفكار الإلحادية واللادينية، على الأقل كما تقف في وجه الأفكار التكفيرية، وتولي من يروج هذا الخطاب نصيبا من أنشطتها وبرامجها.. ذلك أن حماية الأديان مقدم على حماية الأبدان.. كما يقول سادتنا من فقهاء المالكية.
على هذا الوزير للاوقاف ان يرحل و خصوصا ما يقترفه ضد الكتاتيب القرآنية و الأمور الدينية من سيئ إلى أسوأ و بوثيرة سريعه.