عصيد يخطب الجمعة ورفيقي يعظ المغاربة في الروحانيات!!

09 فبراير 2025 22:17

هوية بريس – عابد عبد المنعم

قبل حوالي 11 سنة من اليوم طالب الناشط المتطرف عصيد من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بحقه في اعتلاء منبر الجمعة..

أي نعم؛ هذا الأمر ليس مزحة لا أبدا، فقد طالب عصيد فعلا باعتلاء المنبر أمام عموم المومنين والمومنات للاستفادة -وفق قوله- من حق الرد على خطيب بمدينة سلا، سبق وكشف بعض زلاته طبعا دون أن يذكر اسمه.

اليوم وبعد عقد من الزمن خرج رفيق عصيد الجديد، محمد عبد الوهاب رفيقي، ليعلن هو الآخر أنه سيحدث المغاربة عن الروحانيات خلال رمضان، وعبر منبر هو أكثر انتشارا وإيصالا للخطاب من منبر الجمعة، وهو القناة الأولى التي تمول من المال العام.

وهو ما أثار موجة استياء وغضب عارمة لدى المواطنين، الذين ساءلوا مدير الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فيصل العرايشي، عن احترام دفتر التحملات، والمساطر والقوانين المؤطرة لمثل هكذا أعمال.

وبعيدا عما يجري بدار البريهي، وسياسة “باك صاحبي” والوساطات للاستفادة من عائدات البرامج المادية قبيل رمضان وبعده، فكما يقول المغاربة بعاميتهم الجميلة “الناس خدامين” وينحتون في الصخر، لا عبر المنابر الإعلامية الوطنية والغربية، ولا المراكز والمؤسسات الثقافية، ولا حتى الأحزاب السياسية والجمعيات الحقوقية.. فقط، بل يطمعون أن يتغولوا ليمارسوا استبدادهم الفكري وتطرفهم اللائكي عبر قنوات تمول من جيوب المغاربة، وبواسطة الخطاب الديني أيضا.

جل المغاربة يعرفون من هو رفيقي ومن هو عصيد، وقد بلغت شهرتهما أن بات يكفي ذكر اسم أحدهما، ليجيبك من هو أمامك بقوله “آه هذاك لي قال رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إرهابية ويكره أي شيء له صلة بالدين.. أعوذ بالله” أو “هداك لي قلب الفيستة وصار بوقا للمطالبة بتبديل أحكام الإرث ورفع التجريم عن الزنا”..

هذا النوع من تجار الدين انكشف حاله، لكن خطورته مستمرة بما يقوم به من تغذية لثقافة الحقد والكراهية لدى شريحة واسعة من المغاربة، ومن أراد أن يتثبت من صحة هذا القول من عدمه، فليتابع تعليقات المغاربة على شبكات التواصل الاجتماعي، ليقف على حقيقة هذا الأمر، فهذا الصنف من الفاعلين بات وبشكل علني يفخخ عقول الشباب ويطعن في ثوابتهم ويشككهم في مسلماتهم..

ما يستدعي، وفق خبراء وأكاديميين، تدخلا عاجلا ممن أوكل إليهم الحفاظ واجب على الأمن الروحي والفكري والعقدي والمجتمعي للمغاربة..

وفي هذا السياق تساءل متابعون عن الرسالة التي بعثت بها القناة الأولى وهي تفتح أبوابها أمام مستشار وزير العدل، المثير للجدل بسبب تقلباته التي لا تنتهي وما يعلنه من أفكار منذ أن طفا على سطح الساحة الدعوية بالمغرب، ضمن ما يسمى بالسلفية الجهادية، إلى ما مرّ به وهو بين أحضان منبر “البام”، إلى ما هو عليه اليوم.

فهل هذا نموذج يستحق أن يعظ المغاربة بالروحانيات وخلال شهر الصيام؟

هل نضبت خيرات المغرب ولم يتبق فيه وعاظ وعلماء ليأتي رفيقي ويعلمنا طريق السلوك.. وباااز…؟ يتساءل مواطنون.

 

 

 

 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
15°
15°
الإثنين
15°
الثلاثاء
17°
الأربعاء
17°
الخميس

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M