علاج الفقر.. النساء في مواجهة الفقر

02 سبتمبر 2022 18:19

هوية بريس – محمود البكوش

 مقدمة :

موضوع النساء مع الفقر موضوع يجب أن يخص ببحث مستقل.

فتسمع من هذه أو تلك :” زوجي فقير وأنا صابرة “أو” زوجي ليس عنده شيء وهذه حالي ” إلى غير ذلك من العبارات التي تبين لك بوضوح استسلام المرأة  للحال التي هي فيه مع تحميل الزوج كامل المسؤولية وربما في بعض الأحيان اللوم.

كيف ينبغي أن تنظر المرأة إلى فقرها؟

ضيق الرزق قد يكون ابتلاء من الله , قال الله تعالى : ” ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع  ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين “.

وقد يكون عقوبة كما قال تعالى : ” فبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل . ذلك جزيناهم بما كفروا وهل يجازى إلا الكفور والأكل الثمر والخمط المر الحامض البشع والسدر شجر النبق . فكل امرأة ابتليت بالفقر فعليها أن تنظر إلى حالها على أنه ابتلاء لها أو عقوبة لها من خالقها والأمر في ذلك بينها وبين ربها.

فليس المطلوب هنا ذلك الصبر البهيمي الذي هو الاستسلام فقط, بل ينبغي أن تصبر مع محاولة معرفة ما ينبغي أن تفعل حتى تخرج مما هي فيه.

ما هي مسببات هذا النوع من البلاء؟

* الكلام : قد قال العلماء عند قوله تعالى :” رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ” أن يوسف عليه السلام قال هذه الكلمة فابتلى بالسجن فعلى المرأة أن تنتبه لما تقول .

فتسمع من هذه أو تلك عبارات مثل “مافي حالهمش ” أو “ما عندهمش ” أو ” مزيرين” ……

فقد يقول الإنسان شيئا من ذلك فيبتلى به . وهنا أذكر بقوله تعالى : “و إما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ” فالمسلم عليه أن يقول : “إن شاء الله إذا تيسر شيء أعطيك “و هكذا.

* التشبه بالفقراء :قد يمن الله على شخص ويوسع عليه لكن لخوفه من العين والحسد يتظاهر بالفقر وقلة ذات اليد فتراه أو تراها تشتكي كذبا وتظهر الحاجة تصنعا وفي ذلك  تشبه بالفقراء والرسول صلى الله عليه وسلم قال : “ومن تشبه بقوم فهو منهم “.

* سب النعمة :لا شك أن المال نعمة عظيمة من الله عز وجل فعلى الإنسان أن يشكرها ويفرح بها ويوظفها في نيل مرضاة الله .لكن بعض الناس يقولون عن المال : “وسخ الدنيا ” أو “خانز فلوس” فهل ينتظر بعد ذلك أن يكرمه الله بهذه النعمة.

* التشكي من الفقر وضيق الحال : الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن سبب كثرة دخول النساء النار قال : “لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير” . فذكر كثرة التشكي فماذا في التشكي من الأضرار؟

التشكي ينافي الصبر ومن لم يصبر قد يضاعف عليه البلاء كما قال تعالى : “قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون ” بعد أن تخلفوا ابتلوا بقوم أولي بأس شديد .

و التشكي ينافي الإرشاد الذي في قوله تعالى : ” وأما بنعمة ربك فحدث ” فالمسلم ينبغي أن يتحدث عن النعمة ويسكت عن النقمة لا العكس.

* المسألة : بعض النساء يكون عندها الشيء في البيت لكنها تظهر الفقر والمسكنة وتسأل لتنال المزيد .

و النبي صلى الله عليه وسلم قال : “من فتح باب مسألة فتح الله عليه باب فاقة “.

* عدم الرضى باليسير :فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله يبتلي العبد فيما أعطاه , فإن رضي بورك له فيه وإن لم يرض لم يبارك له فيه ولم يزد على ما قسم الله له .

كيف تواجه المرأة هذه المشكلة:

* أول ما ينبغي أن نقابل به ما يصيبنا من مصائب الاسترجاع . فعلى المرأة ألا تصرخ في وجه زوجها موبخة  بل تسترجع .

* الدعاء: ثم عليها أن تدعو بزوال هذه المصيبة وتلجأ إلى الله ليرفع عنها هذا البلاء.

* مراجعة النفس : عليها أن تنظر فيما ذكر سابقا هل عندها شيء منه لتعالجه.

* أن تأتي بعكس ما يجلب الفقر: فعليها أن تشكر النعمة, وأن تتشبه بالأغنياء فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : “و من يستغن يغنه الله ومن يتعفف يعفه الله ” وليس المقصود بالتشبه بالأغنياء كثرة النفقة بل الاكتفاء بما عندك .

و أن تحدث بنعم الله وأن تتصدق وأن ترضى بما قسم الله لها.

* خاتمة : ختاما أقول فقر المرأة أو غناها بينها وبين خالقها ولا دخل لزوج أو لأي قريب في ذلك فعليها أن تتقبل هذا الابتلاء من الله وأن تسعى في الخروج منه بالأسباب الشرعية ثم بما سأبين . يتبع

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M