عملاء الصهاينة وشعار “تازة قبل غزة”.. إثارة الفتن والنعرات الجاهلية بالتستر خلف قناع الوطنية!!

هوية بريس – ذ.ادريس ادريسي
قبل أن يخبرنا الله وجل عن حقيقة المنافقين وطبيعة الصراع معهم أرشدنا إلى أنهم إخوان لليهود وأدوات لخدمة مشاريعهم فقال سبحانه: (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب)، وذلك لنحذرهم ونحذر منهم لا لنرجو نصرهم أو ننتظر نفعهم، وبناء عليه وبعيدا عن كل الحسابات السياسية والمزايدات الحزبية الضيقة فإننا ننبه على ما يلي:
أن ولاء المنافقين للصهاينة وليس لتازة أو غزة وهذا لم يعد خافيا على أحد بعدما جاهروا بذلك فأخرج الله خبث ما في قلوبهم بعبارة “كلهم إسرائليون” قال تعالى: (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم)؛
ان مشاعر المنافقين في الفرح والحزن تابعة لمشاعر إخوانهم الصهاينة وليس لمشاعر المسلمين قال تعالى: (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها) ولهذا عمدوا إلى نشر الفتن وإثارة النعرات الجاهلية -كما هي عادتهم- مباشرة بعد نجاح المسيرات المليونية المساندة لغزة والتي أغاظتهم كثيرا كما أغاظت إخوانهم الصهاينة؛
أن الانتصار لغزة انتصار للصحراء وتازة وأن حب الوطن خلق نبيل وقيمة يعتز بها كل مغربي حر شريطة أن يكون ذلك خادما لقضايا الأمة، ساعيا لتحقيق وحدتها (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) وأما العصبية المقيتة وإثارة الفتن والنعرات الطائفية والتخفي في ذلك وراء قناع الوطنية فهو من أخلاق الجاهلية ومما عرف به المنافقون من سوء الطباع وفساد الطوية (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون)؛
الحذر كل الحذر من الاستجابة لهذه الدعوات الخبيثة، فالغرض منها شق الصف وإحداث الفرقة بين أبناء شعب عظيم اجتمعت كلمته في مختلف الميادين والشوارع والساحات على الانتصار لقضية فلسطين لما تربطنا بها من روابط عقدية وتاريخية وإنسانية ورفض أي مساومة على دماء الشهداء أو أي مقايضة عليها، قال تعالى: (لو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم)؛
أن خطر المنافقين لا يقل ضررا عن خطر إخوانهم الصهاينة ولهذا أوجب الله تعالى على المؤمنين قتال الفريقين معا؛ الأول بالحجة واللسان والثاني بالسيف والسنان، قال تعالى: (يا أيها النبيء جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبيس المصير).