عندما يكون الشحرور صاحب “أذن موسيقية”!

26 مايو 2025 20:14
سمات القراءة المعاصرة عند شحرور: قراءة في كتاب “بُؤس التّلفيق” ليوسف سمرين

هوية بريس – د.سامي عامري

الشحرور يوسف أبو عوّاد الذي يؤزّك لتترك علم الأوّلين ولتفسّر القرآن من جديد وفق “منهج!!” لساني مبتكر، يدعوك إلى أن تترك ما تواتر على لسان العرب، وتذعن لحسّك الموسيقي لتفهم القرآن.. وهو الحسّ الذي هداه إلى نجاة النصارى واليهود ومن لم يتّبع الرسل يوم الدين!

من “خنفشاريات” أبي عوّاد قوله في لقاء على منصّة “مجتمع” الشحرورية في تفسير قوله تعالى: “وَكَانَ فِی ٱلۡمَدِینَةِ تِسۡعَةُ رَهۡط یُفۡسِدُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَا یُصۡلِحُونَ“، جوابًا على سؤال المذيع: “ليش اِستَخدم لفظة رهط، ما استخدم “مجموعة” أو “فرقة”؟” بتفسيره المضحك والصادم:

“الرهط هو العدد القليل، ولكن يعني تشعرك اللفظة بأنّه اجتماعهم لم يكن على حقّ، يعني الإيحاء الصوتي لكلمة رهط تشعرك بأنه هناك حثّ، تكرار على حث العمل، ثم هناك اختفاء، ثم هناك عمل اندفاعي يشير إليه حرف الطاء. يعني لم يكن اجتماعهم بغرض نبيل وإنما كان تجمّعهم بغرض سيء ومكر وألحّوا على هذا”. (حلقة: مفهوم العبادة والأمة الواحدة).

قلتُ: اتركوا علم الأوّلين، واتركوا مسلك “التراثيين”، وفسّروا القرآن بهذه الطريقة:

رهط: عبارة ذات رنين متشنّج، ولذلك تدلّ وفق منهج الشحارير على الجماعة من الأشرار المتآمرين.

ر=حرف الراء يفيد التكرار!
هـ=حرف الهاء يفيد الاختفاء.
ط=حرف الطاء يفيد الاندفاع.

الإشكال: هل هذا برنامج كوميدي لتعليم الأطفال الحروف بطريقة ساخرة أم تفسير عبثي لكتاب الله؟!

ما رأيت هنا سوى العبث والحمق..

1- ليست للحروف دلالات مستقلة تشير إلى مجموعة أفكار ومشاعر إذا جُمّعت دلّت على معنى مركّب!!

2- في الحديث الصحيح عند البخاري (الذي يمقته الشحارير): “عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنتُ في *رهطٍ* من أصحاب النبي ﷺ نغزو، فقلَّ الزادُ حتى هممنا أن ننحر بعض رحالنا، فأذن لنا رسول الله ﷺ بمالٍ جاء من البحرين، فقَسَمه بيننا”.

وهنا أطلق ابن مسعود رضي الله عنه كلمة “رهط” على جماعة قليلة العدد من الصحابة.. فكيف يكون الرهط وصفًا للأشرار!
(على الهامش: حتّى لو قيل إنّ صحيح البخاري كلّه أحاديث موضوعة، سيببقى أنّ الحديث هنا حُجّة في اللغة.. ولن أشير إلى قول شعيب عليه السلام: “یَـٰقَوۡمِ أَرَهۡطِیۤ أَعَزُّ عَلَیۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ” رغم رغم غياب الدلالة السلبية للكلمة هنا، حتى لا ندخل في مماحكات سياقية).

وفي لسان العرب لابن منظور: “رَهْطُ الرجلِ: قومُه وقبيلته. يقال: هم رَهْطه دِنْية.

والرَّهْطُ: عدد يجمع من ثلاثة إِلى عشرة، وبعض يقول من سبعة إِلى عشرة، وما دون السبعة إِلى الثلاثة نَفَرٌ”.

فلا دلالة للجرس الصوتي على خبث هذه الجماعة التي تكرّر وتختفي وتحثّ!

الشحارير جمع شحرور.. وهي طيور خبيثة تفهم كتاب الله بجرسه الصوتي لا بعرف اللسان العربي، حتّى تصل إلى تحريف القرآن وتغيير الدين.. جماعة ترفض إجماعات منذ عصر الصحابة لتقود المسلمين إلى ملّة خبيثة تؤسلم الكفّار وتكفّر المسلمين..

خابوا وخسروا..!

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
8°
15°
السبت
15°
أحد
17°
الإثنين
16°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة