غير ولاءه بعد حرب غزة.. من هو بشارة بحبح الوسيط بين حماس وأمريكا؟

27 مايو 2025 23:43

هوية بريس – متابعات

في قلب تعقيدات السياسة الأمريكية وتداعيات الحرب المستمرة على غزة، برز اسم بشارة بحبح كحلقة وصل غير رسمية بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والإدارة الأمريكية، ليفتح باب التساؤلات حول دور غير مألوف لرجل أكاديمي تحوّل إلى وسيط في مفاوضات حساسة.



🎓 من القدس إلى واشنطن..

ولد بشارة بحبح في القدس عام 1958، وانتقل مع عائلته إلى الأردن عقب النكبة، قبل أن يستقروا في الولايات المتحدة خلال سبعينيات القرن الماضي.

هناك، حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة بريغهام يونغ، ثم نال درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة هارفارد، حيث قام لاحقًا بالتدريس، وتولى مناصب إعلامية وأكاديمية بارزة، بينها رئاسة تحرير صحيفة “الفجر” الفلسطينية، والمشاركة ضمن الوفد الفلسطيني في مفاوضات السلام في التسعينيات.

رغم استقراره في أمريكا، لم يقطع صلته بوطنه، إذ قال في تصريح معبّر:

” أطفالي وُلدوا في أمريكا، لكنني سجلتهم لدى الأونروا. عندما أموت، أريدهم أن يقولوا إني فلسطيني. هذا حقنا الأبدي”.

📌 من دعم الديمقراطيين إلى معسكر ترامب

ككثير من العرب الأميركيين، كان بحبح من أنصار الحزب الديمقراطي، غير أن حرب غزة في أكتوبر 2023 شكلت نقطة تحول في موقفه السياسي. في يونيو 2024، أعلن انتقاله إلى الحزب الجمهوري، قائلاً:

“سئمنا من بايدن وتورطه في الإبادة الجماعية ضد شعبنا في غزة”.

لاحقًا، أسهم بحبح في تأسيس مبادرة “العرب الأميركيون من أجل ترامب”، التي ركزت على حشد الناخبين العرب في ولايات حاسمة مثل ميشيغان.

وعمل عن قرب مع شخصيات نافذة مثل ريتشارد غرينيل، المبعوث الخاص لترامب، ومسعد بولس، رجل الأعمال اللبناني الأميركي وصهر ترامب.

وقد ساهم بحبح في صياغة رسالة التهنئة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى ترامب بعد فوزه، مما أدى إلى أول اتصال مباشر بينهما.


🧭 بين دعم ترامب وانتقاد تصريحاته

رغم انخراطه في حملة ترامب، لم يمنع ذلك بحبح من انتقاد مواقف الرئيس السابق. فقد وصف مقترح ترامب في فبراير 2025 بشأن تحويل غزة إلى “ريفييرا شرق أوسطية” بأنه “مرفوض”، وكتب على منصة “إكس”:

“غزة ليست عقاراً للبيع، بل وطن للفلسطينيين”.

وفي خطوة رمزية، غيّر اسم منظمته من “العرب الأميركيون من أجل ترامب” إلى “العرب الأميركيون من أجل السلام”.


🔐 قناة تواصل سرية بين حماس وواشنطن

في أبريل الماضي، تلقى بحبح اتصالاً من غازي حمد، أحد قادة حركة حماس، بوساطة من سهى عرفات، أرملة الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وجاء الاتصال في إطار طلب حماس إيصال رسائل للإدارة الأمريكية، ما ساهم في الإفراج عن الرهينة عيدان ألكسندر.

منذ ذلك الحين، أصبح بحبح قناة تواصل غير رسمية ضمن مفاوضات وقف إطلاق النار، وشارك في صياغة مقترح هدنة تضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة 70 يومًا، وإطلاقًا تدريجيًا للرهائن، مع إدخال ألف شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة.

المقترح، الذي تم تقديمه دون إبلاغ الكيان الصهيوني، قوبل برفض من الاحتلال الغاصب، واعتبره مسؤول صهيوني “استسلامًا فعليًا لحماس”، لكونه لا ينسجم مع “مخطط فيتكوف” الذي تتبناه الحكومة الصهيونية منذ استئناف عملياتها في مارس.


🧩 شخصية رمادية بين الولاء والهوية

يتحرك بحبح بين العمل الأكاديمي والنشاط السياسي والدبلوماسية غير الرسمية، ويحتفظ في الوقت ذاته بهوية فلسطينية راسخة يعتبرها جوهر مسيرته.

في نظر مناصريه، هو صوت شجاع يسعى إلى السلام وإنهاء الحرب. أما منتقدوه، فيرونه شخصية تتجاوز حدود المقبول، خاصة بتواصله مع حماس خارج قنوات التنسيق الأمريكية التقليدية.

وفي النهاية، يشكّل بشارة بحبح مرآةً لتحولات المشهد السياسي الأمريكي تجاه الشرق الأوسط، وتجسيدًا لصعود خطاب جديد لدى العرب الأميركيين، الذين لم تعد ولاءاتهم الحزبية تقف عائقًا أمام الهوية الوطنية و”الحق التاريخي” كما يراه أبناء الشتات الفلسطيني.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
19°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M