فيديو.. زيارة لشكر لزاوية ركراكة وخلفية الاستغلال السياسوي للصوفية في الحملات الانتخابية

هوية بريس – متابعات
في إطار فعاليات موسم زاوية بن حميدة بمنطقة ركراكة التابعة لإقليم الصويرة، قام إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بزيارة ميدانية لإحدى أبرز الزوايا الصوفية بالمنطقة، وسط حضور عدد من مريدي الزاوية ومقدميها.
وقد كان لهذه الزيارة أن تمر سرا إن كان الرفيق العلقلاني يؤمن بما وصفه لعقود بالخرافة، لكن لشكر، الذي بدا على غير عادته مستكينا مستسلما لـ”أهل المكان” وطقوسهم، اختار أن يوثق الحدث بالصوت والصورة، وفق الفيديو أسفله:
هذه الزيارة التي أثارت كثرا من الجدل خاصة على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، تأتي في سياق سياسي دقيق، يتزامن مع شروع لشكر في إدخال تعديلات على القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، بهدف فتح الباب أمام إمكانية ترشحه لولاية رابعة على رأس الكتابة الأولى.
وهو ما أعاد إلى الواجهة النقاش حول استغلال الفضاءات الدينية، خصوصا الزوايا، لأغراض سياسية وانتخابية.
وفي هذا السياق، يرى متابعون أن الزيارة لا يمكن فصلها عن رهانات الاستحقاقات المقبلة، ومواقف الحزب من قضايا جدلية، منها ملتمس الرقابة ضد حكومة عزيز أخنوش، ومرجعية الحزب ومواقفه من بعض القوانين والأحكام؛ ليس الإرث آخرها.
واعتبرت مصادر سياسية أن توظيف الزوايا والرموز الدينية وشخصيات دعوية في سياقات ذات طابع سياسي وانتخابي ليس بالأمر الجديد، حيث إن العديد من القيادات الحزبية دأبت على الانخراط في مثل هذه الممارسات، رغم انتقادها العلني لتسييس الدين.
وبعد هذا الموقف المعبر يأتي الرفيق لشكر بكل “سنطيحة” ليتهم أحزابا بالتوظيف السياسي للدين، علما أن جل الأحزاب لا توظف الدين فحسب في حملاتها الانتخابية؛ بل توظف الدين والفن والسينما والصحافة والإعلام والاقتصاد والمؤثرين.. من أجل تحقيق مآرب سياسية والتأثير على الرأي العام.
يشار إلى أن زيارة لشكر ليست استثناء، إذ سبقتها خطوات مماثلة لعدد من السياسيين الذين سعوا إلى استثمار الارتباط العاطفي والروحي للمواطنين بالزوايا، في محاولة لاستمالة قواعد انتخابية أو تعزيز حضورهم الرمزي داخل المجتمع.
وفي هذا السياق طالب مواطنون من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أن يخرج وبنفس الحدة التي يواجه بها السادة العلماء والدعاة؛ ليواجه السياسيين ويمنعهم من استغلال الزاوية التي تدخل في إطار تدبيره، ويحيدها عن الصراع السياسي.
هذا مطلب الشارع والمتابعين لكن الوقائع والأحداث أثبتت أن السيد الوزير لا يستجيب لهذه النداءات ولا يعير اهتماما لهذه المطالب، ولا يتحرك إلا إن تعلق الأمر بالقيمين الدينيين والخطباء والعلماء، أما السياسيين من غير الإسلاميين فلهم أن يستغلوا ما شاؤوا دون حسيب ولا رقيب.