قصة ثلاثة دراهم ربا

قصة ثلاثة دراهم ربا
هوية بريس – نبيل العسال
كانوا سيقطعون عنه الكهرباء…
فاضطر أن يحوِّل مبلغًا صغيرًا ليسدد الفاتورة بسرعة، دون أن ينتبه أنه سيدخل في أمرٍ خطير!
كان الرجل قد فتح حسابًا في بنكٍ تشاركي (إسلامي) رغبةً في الابتعاد عن الربا، لكنه أبقى حسابًا في بنكٍ تقليدي ربوي لأن بعض الخدمات — مثل تسديد فواتير الكهرباء — لم تكن متوفرة بعد في البنك التشاركي بمدينته.
فلما جاء يوم كانوا يريدون قطع الكهرباء عن بيته لتأخره في أداء واجباته ، اضطر إلى تحويل مبلغٍ من البنك التشاركي إلى البنك الربوي عبر التحويل الآني او الفوري instantané ليسدد الفاتورة فورًا عبر التحويل البنكي .
لكن بعد أيامٍ، فوجئ أن البنك الربوي اقتطع منه ثلاثة دراهم كفائدةٍ ربوية!
و السبب هو أن البنك يعتمد تاريخين في حساباته:
– تاريخ العملية (التاريخ الحقيقي): وهو اليوم الذي دخل فيه المبلغ فعلاً.
– وتاريخ القيمة: وهو اليوم الذي يعتمده البنك في حساباته، وقد يكون بعد يومٍ أو أكثر إذا لم يكن يوم عمل. والعكس صحيح:
– تاريخ العملية (التاريخ الحقيقي): وهو اليوم الذي خرج فيه المبلغ فعلاً من الحساب
– وتاريخ القيمة: وهو اليوم الذي يعتمده البنك في حساباته، وقد يكون قبل يومٍ أو أكثر إذا لم يكن يوم عمل.
– وفق دورية بنك المغرب رقم 3/G/10، المادة 2 (البندان d و e):
يجب أن يُظهر كشف الحساب لكل عملية تاريخ التنفيذ (تاريخ العملية) وتاريخ القيمة، أي اليوم الذي نُفِّذت فيه المعاملة فعليًا، واليوم الذي يعتمد فيه البنك العملية محاسبيًا ويبدأ فيه احتساب الأثر المالي لها.
فمثلًا: إذا أودع الرجل 2000 درهم في حسابه يوم 15 من الشهر، وسحبها في نفس اليوم ليسدد فاتورة او يسحب مبلغا ،
يحتسب البنك أنه أودعها بتاريخ 16 وسحبها بتاريخ 14من الشهر .
وبذلك يبدو حسابه “سلبيا” أو “مدينًا” ليومين، فيُحسب عليه القرض بفائدة. -AGIOS-
وبذلك يكون البنك قد أقرضه المبلغ من 14 إلى 16 قرضًا بفائدة، ويكون قد ارتكب الربا بنوعيه: ربا النسيئة وربا الفضل، والله المستعان.
ويُحتسب عليه البنك تلك الفائدة وكأنه اقترض المبلغ رغم انه لم يقترض شيئا ، فانتبهوا رحمكم الله.
قال رسول الله ﷺ: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ، وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ». رواه مسلم (1598).
وقال ﷺ: «دِرْهَمٌ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ، وَهُوَ يَعْلَمُ، أَشَدُّ مِنْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً». رواه أحمد (22139) وصححه الألباني.
وقال ﷺ: «الرِّبَا سَبْعُونَ حُوبًا، أَيْسَرُهَا أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ». رواه ابن ماجه (2274) وصححه الألباني.
فانتبهوا رحمكم الله، فإن الربا ليس بالأمر الهيّن، وقد يتسلّل إلى معاملاتنا اليومية دون أن نشعر.
فليحذر المسلم من أي معاملةٍ فيها شبهةُ ربا، ولو درهماً واحداً ، وليَأمَن من الربا الخفي وجب عليه فتح حساب في بنك تشاركي ، لأنه في البنك التشاركي تاريخ العملية هو نفسه تاريخ القيمة والبنك التشاركي ليس فيه البتة فائدة ربوية .
قال الله تعالى : «يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ» [البقرة: 276].



