كتاب: في السِّياسة: محاولةٌ في بناء رؤية سياسية قرآنية

13 مايو 2022 08:44

هوية بريس – متابعات

صدر عن دار مفكرون الدولية للنشر والتوزيع (مصر)، كتاباً عنوانه: في السِّياسة: محاولةٌ في بناء رؤية سياسية قرآنية

للباحث الشاب، محمد المرابط، (1992)، مؤسس رئيس مركز نبوغ للدراسات والابحاث، ومؤسس ورئيس سابق لجمعية طلاب ومحبي التعليم التعيق، وأستاذ مادة الفلسفة، وباحث في الدراسات العليا بتخصص الأدب العربي، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- مرتيل (المغرب)؛

وجاء هذا الكتاب  ليدرس المفاهيم السياسية الكُلية في القرآن الكريم،  وقدتناول بالتحديد المفاهيم الآتية، وطبيعة علاقتها ببعضها، وهذه المفاهيم، هي:

  1. الإنسان
  2. الاستخلاف  
  3. الأمانة والائتمان
  4. الأخلاق
  5. الدولة
  6. الحُكم
  7. الخليفة
  8. الشورى
  9. العدل

هذه المفاهيم، تشكِّل في نظر الكاتب محمد المرابط عقدًا سياسيًّا إسلاميًّا فريدًا، وأرضية صُلبة ومرنة في آن واحد، فإن تم وضع تصورات واضحة الأصول والمقاصد، وبناء أنموذج سياسي إسلامي، كامل الأركان، والمرجعية الحالية والبعدية، تحققت قصود  الفعل السياسي الإسلامي.

والفعل السياسي في القرآن (النظري والعملي) في رأي الكاتب، مبني على:

  • اعتبار الفساد القبلي:

فالإسلام جاء لبيان وجود فساد أو اعوجاج سياسي…، وهذا الفساد، إما في النظم أو “الأمة” أو “الحاكم”.

  • الصلاح القبلي:

ويقصد به الباحث كل فعل سياسي، كان قبل الإسلام، وذكره القرآن الكريم، باعتباره صالحا في ذاته، وصالحا للناس، ومصلحا لأحوالهم الاجتماعية…

  • الفعل الحالي:

ويقصد الكاتب بالفعل الذهني، الفعل الذي يقوم بدارسة المفاهيم الكلية للقرآن الكريم، وما يدخل تحتها من مصطلحات وكلمات..، بقصد بيان الأسس الأولى والمفاهيم الكبرى، لبناء نسَق سياسي إسلامي ذاتي، باعتبار الأصل، وكوني باعتبار الامتداد والشمول.

  • الفعل الاعتباري:

والمقصود به، الفعل الذهني والعملي، المستقبلي المبني على استيعاب الفعل القلبي (الصالح  منه والفاسد، وأسباب وآثار كل منهما)، والفعل الحالي وما فيه، إضافةً إلى التصور الشامل للواقع السياسي(الذاتي والغيري) وليس الوقائع التي تذوب مع الوقت.

إن الحديث عن الفعل السياسي الإسلامي بشكل عام، قد يُفهم منه في الغالب أنَّ الكاتب يتحدث عن فعل الحركات والجماعات الإسلامية، لا. بل يقصد به –هاهنا- أمرين اثنين:

  • الأمر الأول:

الفعل الذي يدعو إليه الإسلام (القرآن والسنة ) من حيث التنظير الكلي للفعل السياسي، ووضع أنموذج عام، والمتأمل في القرآن يجد أنه وضع أصول ومبادئ الفعل السياسي الإسلامي، أي وجود أنموذج يؤطر الفعل السياسي تأطيرا كليًّا، يضاهي النماذج الموجودة  قبله وبعده.

ومقصد الإسلام في هذا الباب هو إخراج الإنسان من وضع كان يعبُد فيه المادة، من بشر وحجر وبقر، إلى عبادة الله الواحد الأحد. وإزالة الطغيان الجزئي (الأسري- الاجتماعي ) والكلي (السياسي- الاقتصادي )، وقد سنَّ الإسلام قواعدَ ونُظُمًا أخلاقية عادلة عامة وخاصة، ولتثبيت ما جاء به من قيم سياسية.

  • الأمر الثاني:

فعل المسلم (الفعل الذهني والعملي ) من حيث التنظير الحالي والمستقبلي، والتنزيل الواقعي،  وهذا يتطلب ضبط خمسة مداخل، وهي:

  • المدخل الأول: قراءة الفعل السياسي في القران الكريم والسنة النبوية.
  • المدخل الثاني:قراءة الفعل والتفاعل السياسي في الإنتاج الفقهي العام، وهذا يحتاج إلى ضبط المصطلحات والمفاهيم السياسية، الجزئي منها والكلي المبثوثة في كتب الفقه، والنظر إليها في بيئتها وعلاقاتها والمتعلق بها، وسياقها الكلي أي المنظومة الفقهية الإسلامية الشاملة.
  • المدخل الثالث: قراءة تراثنا السياسي، أي الكتب التي كتبها علماء الإسلام في الفقه أو الفكر السياسي بشكل مباشر، قراءة ذاتية دون إسقاط أو تسرع، حتى لا يكون اجترار المفاهيم واحتطابها احتطابا عبثيا، دون إدراك لطبيعة انبنائها ومجالها الحضاري، بل لمجرد نشوة الإتباع وموضة التنوير والحداثة، حتى نفهم أن الفعل الإسلامي النظري ليس كما يُساقويُصوَّر، على أنه يعاني فراغا كبيرا في الإنتاج النظري.
  • المدخل الرابع: قراءة التاريخ السياسي العملي، حتى يتسنَّى لنا الحكم على مدى قرب وبُعد الفعل الإسلامي من الأنموذج القرآني العام، ومن ثم تجارب الأمم السابقة.
  • المدخل الخامس: قراءة الفكر السياسي الغيري، القديم والحديث والمعاصر.

هذه هي أهم المداخل الرئيسة التي يجب أن ينبني عليها الفعل الإصلاحي السياسي (نظريا)، في المجال التداولي الإسلامي المعاصر، في اعتقاد محمد المرابط.

وقد درس الكاتب في هذا الكتاب، المدخل الأول، وقد استعان بالمدخل الثاني، قصدَ الإيضاح وإيصال الفكرة.

وقد انتظم هذا الكتاب في مقدمة، ومدخل تمهيدي  وثلاثة مبحث وخاتمة:

ففي المقدمة،  بيَّن الكاتب موضوع الكتاب والمنهجية المتبعة وخُطة العمل

وفي مدخل تمهيدي تحدَّث محمد المرابط عن مفهوم السياسة في اللغة وفي الاصطلاح وأنواع السياسة عند ابن خلدون، وأُسس الفعل السياسي.

أما في المبحث الأول، والذي جاء تحت عنوان: الإنسان الخليفة في القرآن الكريم، تطرق الباحث في هذا المبحث  إلى مفهوم القرآن الكريم،  وطبيعة  الإنسان في القرآن ، (البعد  المادي والمعنوي)، باعتباره مستخلَفا ومؤتمَنا، وهذا الائتمان له روح أخلاقية إسلامية.

وفي المبحث الثاني: والذي عنونه الكاتب بعنوان:

الإنسان والفعل السياسي في القرآن الكريم، حيث بيَّن  الكاتب في هذا المبحث مفهوم الأمة بشكل عام، والأمة الإسلامية بشكل خاص،  وإشكالية الأمة والدولة، ومن ثَمَّ إلى بيان معالم الدولة في القران الكريم .

أما في المبحث الأخير: المعنون بـالحكم: طبيعته وأنماطه: فقط تحدَّث محمد المرابط في هذا المبحث عن مفهوم الحكم، (في القرآن واللغة والاصطلاح)، ثم بيَّنت مستويات الحكم، كما تحدثت عن مفهوم الخليفة (في القرآن الكريم في اللغة) وانتقلت بعد ذلك للحديث عن مفهوم الشورى، وبيَّنت دلالاتِها وأبعادَها، والشورى بين الإلزام والإعلام.

   وتم ختم الكتاب بمفهوم العدل ومراتب المطاع في الفعل السياسي الإسلامي(القرآن والسنة).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M