كل الناس تتزوج ببراغماتية!

هوية بريس – تسنيم راجح
الحقيقة المهمة التي يغفل عنها جزءٌ كبيرٌ من شباب اليوم: كل الناس تتزوج ببراغماتية! بل كلّ العلاقات تبنى على نوعٍ من البراغماتية، أي علي نوعٍ من المصالح والفوائد.. هذا طبيعي.
لكن الإسلام يعلّمنا أن نجعلها براغماتية شرعية! هناك فوائد كبيرة وحقيقية للزواج هي ما تجعل الناس يضحّون لأجله، وحقك أن تطلب الزواج لأجلها، لكن ممنوعٌ أن تأخذ ولا تعطي، ممنوع أن تسأل عن حقك ولا تقدّم الذي عليك، ممنوعٌ أن تمنع الآخر حقّه وفي نفس الوقت تتوقّع الذي لك..
لا أحد (إلا في حالاتٍ نادرةٍ جداً) يتزوج لأنه يريد امرأةً تحبّه وفقط! لا امرأة (إلا ما ندر جداً) تتزوج لأنها تريد من زوجها المشاعر الجياشة دون نفقة وحماية ورجولة وهدايا ومشاركة في التربية ودعمٍ مادي ومعنويّ!
لا يمكن أن تريد امرأةٌ الزواج لسببٍ واحد، ولا أن يريد الرجل الزواج لسببٍ واحد (وإن كانت حاجات كل فردٍ من زواجه مختلفةً في ترتيبها وأهميّتها، وغالب الناس أصلاً لا يعرف حاجات نفسها بوضوح قبل الزواج)، وإلا لكان هذا الزواجٍ غير شرعي، ونحن لا نرى الزواج ممكناً إلا بالصورة الشرعية طبعاً وبحقوق الزوجين الشرعية وواجباتهما التي يعلم الله أنها ما يقيم الحياة الزوجيّة ويحفظها!
نحن لا نؤمن بأن الزواج يمكن أن يكون كلّ شيءٍ وأي شيءٍ بحسب مراد الزوجين، ليس عقداً يتفق فيه الطرفان على شروطهما الخاصة بمعزلٍ عن الشريعة وما أمر الله به للزوج والزوجة..
الزواج شرعاً عقدٌ ينطوي على حقوقٍ وواجباتٍ أساسية لا يمكن أن نسقطها ويبقى اسمه زواجاً ويبقى مقبولاً، لا يمكن أن يهدف الزواج لشيءٍ واحدٍ ومن ثم ينتهي ويذهب كلٌّ من الزوجين في طريقه الخاص، ولا يعتبر انفتاحاً ولا تقبّلاً للرأي الآخر أن نعطي كلّ زوجين الحرّيّة في ذلك!
طبيعي أن يريد الرجل الزواج لأنه يريد إشباع حاجات مختلفة، وطبيعيّ أن تريد المرأة ذلك أيضاً وتبحث عنه، وليس ذلك كله معيباً ولا “براغماتياً” سلبياً، إنما هو من طبيعة الزواج، ومع ذلك وإن لم يتم الكلام في كلّ شيءٍ قبل الزواج فتبقى كل حاجات الزوجين وحقوقهما في الزواج معتبرةً ومحفوظة وإن لم يشترطاها أو يذكراها خلال فترة الخطبة، لأننا مسلمون عندنا مردّ وقانون ثابت نعود إليه ونتعلّم منه ويحفظ لنا دوام واستقرار حياتنا في كل حال..